طالبة مسلمة تصوم في بيت هندوسي في كيرالا
عبد الحفيظ الندوي
على الرغم من جميع المضايقات والمشاكل التي يتحملها كل فرد في المجتمع في أوقات المصائب، قد يسعدنا شعاع من الأمل والضوء وسط الظلمات الحالكة في قلوب البشر… وخاصة إذا كانت تلك القصة تنتهي في حب وحنان ورحمة بين الناس…
نعم، قد تحول الإغلاق الكلي الذي أدى إلى إغلاق أبواب المعاهد التعليمية ومجمعاتها السكنية للطلاب في جميع أنحاء الهند إلى ربيع نبت فيه خير كثير من الحب الصادق والتضامن الديني والتعايش الإنساني والذي قلما يوجد مثيله في هذه الأيام التي نرى فيها أصحاب الديانات يتضايقون كيثرا في إطاراتها المسدودة.
عندما أعلن أكبر إغلاق في العالم على مستوى الدولة، كان معظم الطلاب والطالبات من المناطق المجاورة لمدينة مانجيري في ولاية كيرالا الهندية استخدموا المرافق المتاحة ووصلوا إلى منازلهم آمنين سالمين ، ولكن الطالبة لقمان صبا لم توفق للرجوع إلى جزيرة أجاتي مسقط رأسها الواقعة في لاكشاديب لعدم وجود خدمات السفن أو الطيارات إلى تلك الجزيرة.
وكانت لقمان صبا التحقت بمؤسسة خاصة في منجيري، كيرالا ،الهند قبل أن تحل الجائحة بشهور لتدريب مكثف استعدادا لدورات الجامعات الطبية في المستقبل، ولكن عندما أغلقت مجمعات السكن للطالبات، بقيت هي ولا تعرف أين تتوجه ووقفت حائرة أمام السكن بعد أن راحت زميلاتها إلى بيوتهن، فجاءت صديقتها مالافيكا وأخذتها إلى بيتها الهندوسي وجهزت كل التسهيلات لصديقتها حتى المصلى.
وفي بداية شهر رمضان كانت لقمان صبا مترددة قليلا عن كيفية تنفيذ عادات رمضانية مع أسرة غير مسلمة ولكن أهل بيت مالافيكا أدهشوها حيث تطوع كلهم بالصيام معها وأصبحت أختها كيرتانا أختها الصغيرة وأبواهما مثل الوالدين الحنونين واعتبروها كإحدى بناتهم، حتى لم تشعر صبا بأنها في بيت أجنبي بل أحست بأنها في دارها في لاكشادويب. وقالت مالافيكا إن صديقتها أسعدت أسرتها فعلا بطبخ عدة مؤكولات شعبية لذيذة في جزيرة لاكشاديب.
كما اتصل أبو لقمان صبا بوالد صديقتها وعبر عن شكره على حب صديقتها وأسرتها وكونهم قدوة للجميع في زمن الكراهية ضد المسلمين من قبل الحزب الحاكم وأتباعه حتى وسط تداعيات الفيروس المستجدة في البلاد.