نيودلهي وكيرالا، يوليو 2024م: أطلقت أكاديمية الملك سلمان العالمية للغة العربية شهر اللغة العربية في الهند، حسبما أفادت وكالة الأنباء السعودية، سيستمر البرنامج في نيودلهي وكيرالا حتى 26 يوليو، ويتضمن هذا البرنامج أنشطة تهدف إلى تطوير مناهج تعليم اللغة العربية في البلاد، وتحسين أداء المعلمين، وبناء صورة إيجابية، وتعزيز اللغة.
بوابة للتبادل الثقافي
الشهر الطويل ليس مجرد فرصة لتعلم اللغة العربية، بل هو تجربة ثقافية حية ومتنوعة، سيحظى المشاركون من خلالها بفرصة الاستمتاع بمجموعة من الأنشطة المتنوعة، بما في ذلك ورش عمل تفاعلية، وعروض ثقافية، وندوات ملهمة. لقد تم تصميم هذه الفعاليات لتقديم فهم شامل وعميق للغة العربيةمن خلال تسليط الضوء على تاريخها الغني، وأهميتها في العصر الحديث.
مشاركة الطلاب الهنود في شهر اللغة العربية
أخذت أكاديمية الملك سلمان العالمية للغة العربية شراكة استراتيجية مع جامعات في دلهي وكيرالا لتنظيم شهر اللغة العربية، بهدف تطوير وتحسين تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها. يشارك الطلاب من جميع أنحاء الهند في سلسلة من الأحداث التي تنظمها السعودية لتعزيز تعلم اللغة العربية في الأمة الأكثر اكتظاظًا بالسكان في العالم.
ورش العمل التفاعلية والندوات
تقدم ورش العمل، التي يقودها نخبة من العلماء والمعلمين البارزين في اللغة العربية، مجموعة واسعة من المواضيع، بدءًا من مهارات اللغة الأساسية وصولاً إلى الأدب والشعر المتقدم، تُصمم الجلسات لتلبي احتياجات جميع مستويات المتعلمين. وبفضل الطابع التفاعلي لهذه الجلسات، يصبح التعلم ممتعًا وجاذبًا، من خلال الأنشطة العديدة مثل: القصص التفاعلية، وتمثيل الأدوار، وألعاب اللغة.
بالإضافة إلى ذلك، تركز الندوات على أهمية اللغة العربية في التواصل العالمي، كالتجارة، والدبلوماسية، كما يقوم الخبراء بمناقشة دور اللغة العربية في العلاقات الدولية وأهميتها في العالم المترابط اليوم، تهدف هذه الندوات إلى إلهام المشاركين لتقدير الأهمية العالمية للغة العربية.
العروض الثقافية والمعارض
للاحتفال بالثراء الثقافي للعالم العربي، يتميز البرنامج بسلسلة من العروض الثقافية والمعارض، تنقل العروض الموسيقية والرقص التقليدي الجمهور إلى قلب شبه الجزيرة العربية، بينما تعرض المعارض الفنية جمال الخط العربي والفن الإسلامي، كما تتيح الفعاليات الطهوية للمشاركين تذوق المأكولات العربية الأصيلة، مما يضيف بُعدًا نكهويًا للإنغماس الثقافي.
المسابقات اللغوية وتدريب المعلمين
جزء أساسي من البرنامج يتضمن مسابقات في اللغة العربية للطلاب وتدريب للمعلمين. قال مجيب الرحمن، وهو أستاذ في مركز الدراسات العربية والأفريقية بجامعة جواهر لال نهرو في دلهي، إن المراحل الأولية من المسابقة ستجرى عبر الإنترنت، على أن تُعقد النهائيات في 15 يوليو في جامعة جواهر لال نهرو.
تدريب المعلمين وتطوير المناهج الدراسية
الجانب المهم من البرنامج هو تركيزه على تحسين تعليم اللغة العربية في الهند، بحيث تعمل أكاديمية الملك سلمان العالمية للغة العربية عن كثب مع المؤسسات التعليمية المحلية لتطوير مناهج شاملة وجذابة. إذ تهدف جلسات تدريب المعلمين إلى تعزيز مهارات وكفاءات مدرسي اللغة العربية، لضمان تجهيزهم بشكل جيد لإلهام وتعليم طلابهم.
تعزيز رؤية السعودية 2030
تعد هذه المبادرة جزءًا من جهد أوسع للسعودية لتعزيز الدبلوماسية الثقافية والتبادل التعليمي ضمن برنامج تنمية القدرات البشرية، وهو مكون رئيسي من رؤية السعودية 2030، وذلك من خلال تعزيز فهم وتقدير أعمق للغة العربية، إذ تأمل السعودية في بناء علاقات ثقافية وتعليمية أقوى مع الهند.
أصوات من الحدث
عبّر المشاركون عن حماسهم وامتنانهم للفرصة التي أعطيت لهم لتعلم وتجربة الثقافة العربية مباشرة، قالت ريا شارما، وهي طالبة من نيودلهي: “لقد فتح هذا البرنامج عيني على جمال وعمق اللغة العربية، أنا ممتنة لهذه الفرصة للتعلم من مثل هؤلاء العلماء البارزين ولتجربة الثقافة الغنية للعالم العربي.”
كما أشاد المعلمون بالمبادرة، حيث قال الدكتور أنيل كومار، أستاذ لغة في كيرالا: “كانت جلسات تدريب المعلمين ذات قيمة كبيرة، إن الرؤى والتقنيات التي حصلنا عليها ستفيد طلابنا بشكل كبير وتعزز الجودة العامة لتعليم اللغة العربية في منطقتنا.”
الدكتور نوشاد في، رئيس قسم اللغة العربية في جامعة كيرالا، أضاف أن الحماس لتعلم اللغة العربية يزداد يومًا بعد يوم، وأن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تنظيم تدريب خاص للمعلمين والطلاب. كما أشار إلى أهمية هذه البرامج، خصوصًا في تعزيز الكفاءات اللغوية للطلاب الذين يسعون إلى العمل أو الدراسة في الشرق الأوسط، حيث يوجد بالفعل حوالي 9 ملايين هندي يعيشون هناك.
النظر إلى المستقبل
مع تقدم شهر اللغة العربية، يستمر الحماس والمشاركة في نمو البرنامج إذ يعتبر ليس مجرد جهد تعليمي ولكنه احتفال بالتنوع الثقافي والاحترام المتبادل، من خلال جلب جمال اللغة العربية إلى الهند، كما تعزز أكاديمية الملك سلمان العالمية للغة العربية روح الصداقة والفهم العالمي الذي يتجاوز الحدود.