ندوة هندية تختتم بآمال إيجابية حول مستقبل الأدب بعد جائحة كورونا
محمد فواز – منسق الإعلام والعلاقات العامة، أكاديمية التميز بالهند
عقدت أكاديمية التميز بالهند يوم السبت الماضي ندوة ثقافية دولية عبر الانترنت، شارك فيها الأدباء والكتاب والأكاديميون والخبراء من مختلف الدول، حيث ناقشوا عن الظروف الراهنة الصعبة التي لم تسبق لها مثيل في تاريخ البشرية.
في نسختها العاشرة للندوات الثقافية الدولية التي تنظمها أكاديمية التميز، أبدى المشاركون من الهند، وإندونيسيا، والمغرب، والجزائر ،وإسبانيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، تأملات تفاؤلية وإيحاءات إيجابية حول مستقبل الأدب والإبداع بعد جائحة كورونا.
وقدم المتحدث الرئيسي الكاتب المغربي محمد البلبال رئيس المجلس الدولي للإبداع، أفكاره ووجهات نظره قائلا: “هذه ليست مجرد أزمة، بل كارثة كونية أو جائحة صعقت الإنسان في جسده وروحه، الشعراء والأدباء مصدومون، لكن الأدب سيلعب دورا هاما في حد هذه الجائحة من خلال نشر أدب يراعي الجمال والكمال بين البشر”
وأضاف البلبال قائلا : “يجب علينا إعادة النظر في استشراف مستقبل الأدب بمنظور القيم الإنسانية والتربوية والأخلاقية، ونشر ثقافة الحب والسلام والتضامن، وخلق أدب واقعي وفكر واعي وبناء لتجاوز كل التعثرات والتداعيات الناجمة عن جائحة كورونا”.
وضيف الندوة الدكتور حبيب الله خان، رئيس اتحاد معلمي وعلماء اللغة العربية لعموم الهند، أعرب عن أهمية استفادة من الجوانب الإيجابية لهذا الوباء مثل التعاون والتكاثف والتعاضد بين أمم العالم رغم اختلافاتهم السياسية وفروقهم الدينية لمكافحة كورونا وتداعياته، وخلق الإبداع الجديد والأدب الرفيع الذي سوف يمهد سجلا للمجتمع البشري. واستطرد قائلا: “أنا متفائل جدا، ولا أقنط من رحمة الله، وستخرج البشرية من هذه المحنة بأدب سليم هادف يدعو المجتمع البشري إلى الخير ونبذ العنف والظلم”.
كما أكد رئيس الندوة د. صابر نواس محمد، مدير أكاديمية التميز بالهند، في كلمته الافتتاحية دور الأدب والأدباء في تخفيف تداعيات الجوائح والكوارث في كل عصر، مضيفا بقوله: “ربما تجيء الجائحة وتروح…ولكن الأدب يبقي على وجه المعمورة كشاهد عيان ودليل قاطع للأجيال القادمة”.
كما أبدى عدد من الأكاديميين آرائهم حول تأثير الفيروس المستجد على الأدب، حيث قال الدكتور مجيب الرحمن ممثل مركز الدراسات العربية والأفريقية بجامعة جواهرلال نهرو، نيو دلهي : “إن الأدب مرآة حياة المجتمع بمختلف ظروفها وعصورها وصورة معبرة عن الواقع الاجتماعي وأبعاده المتنوعة، فالأدب يلقي الضوء على الكوارث والنكبات، متفائلا بأن الأدب سيزدهر ويرتقي بالإبداعات والقرائح الأدبية خلال هذا الحجر المنزلي و تجارب العزلة”.
وأكدت الشاعرة المغربية عبيدة علاش، في مداخلتها حتمية الأدب والثقافة وكل أشكال الإبداع أن تخدم الانسانية في غمار الأجواء التي فرضتها جائحة كورونا، والتداعيات التي اسفرت عنها والتأثيرات السلبية في شتى المجالات، معبرة عن أملها الكبير حول مستقبل مشرق قريب، حيث ستنقشع السحب وتعود المياه إلى مجراها الطبيعي بشكل أفضل.
كما شارك كل من الدكتور محمد رافع زين الدين، والدكتور قطب الدين، من جامعة جواهرلال نهرو، بآرائهم القيمة بالإضافة إلى مداخلات وأسئلة مهمة من قبل مجموعة من الأكاديميين والأساتذة والباحثين من جامعات دولية مختلفة، ومن بينهم الكاتبة الجزائرية د. بن ضحوى خيرة، والفنان الإسباني مولاي إدريس البلبال، والأستاذ محمد فيضان بك، من جامعة عليكرة الإسلامية، والدكتور عظمة الله الندوي بجامعة الملية الإسلامية بنيو دلهي، والأستاذة ريتا فبريانتا مديرة مركز منارات في شرق جنوب آسيا من إندونيسيا، والأستاذ محمد شمير الندوي رئيس قسم البحوث لأكاديمية التميز، والدكتور عباس كي بي من كلية فاروق كاليكوت، والسيد محمد فوّاز مصطفي من جامعة جواهر لال نهرو بنيو دلهي، والأستاذ محمد طيب السلمي وغيرهم.