عائشة عبد الباسط : فتاة هندية تغني من أجل نشر السلام والحب
قال الملحن الموسيقي الشهير سالم سليمان الذي أمتعنا بأغاني أكثر من 100 فيلم بوليوود خلال إطلاق ألبومه الجديد باسم “سلام” في عام ٢٠٢٢، “وجدتُ فتاة في جمال الغناء السماوي تكسب قلوب الملايين من الناس حول العالم بصوتها العذب الإلهي، فقررتُ أن أعمل معها بدون أي ارتياب في ألبوم “سلام” في مدح النبي محمد (ص) بالتعاون مع مغنيين عالميين مثل شريا غوشال، سونو نيجام، سونيدهي تشوهان، كينغ، هارشديب كور وغيرهم “.
عائشة عبد الباسط من ولاية كيرالا الهندية طالبة في الصف الثاني عشر في أبو ظبي التي أصبحت عندليبا تنشر السلام والحب في جميع أنحاء العالم، من خلال غنائها المفعم بالمعاني والمشاعر الروحية.
أصبحت هذه الفتاة التي لا يتجاوز عمرها ١٧ سنة محبوبة لدى الملايين من المتابعين والمعجبين في جميع أنحاء العالم بصوتها اللحني والهادئ الذي يشيد بالله ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى أناشيدها الإسلامية، والتي تدمع عيون جميع المستمعين وتملأ السلام في قلوب المسلمين وغير المسلمين على حد سواء.
لدى عائشة الملقبة بسفيرة الأغاني الروحية ٥٠٠ مليون مشاهد حاليا على قناة يوتيوب الخاص بها، والتي بلغ عدد المشتركين فيها ٣.٣٦ مليون. كما يتابعها ٢.٥ مليون من المعجبين على الفيسبوك، و٣٢٠ ألف على انستغرام، و٥٥ ألف على تكتوك، و١٢٠ ألف مستمع شهريا على منصة سبوتيفاي، إلى جانب العديد من صفحات المعجبين عبر منصات وسائل الاعلام الاجتماعية.
قالت عائشةأنها استمدت موهبها من أمها السيدة تسنيم عبد الباسط وهي مغنية رائعة تنعم أيضا بصوت جميل ولحني. وعلى عكس المراهقات الأخريات في سنها، تحب عائشة جمال الحجاب والبساطة في ملابسها.
وقد تعاونت مع مختلف الفنانين من جميع أنحاء العالم في عدة مشاريع إنتاج الأغاني الروحية. وغنت بأسلوب بهاجانس مثل “ميرا خودا بادا هاي” التي غنتها في الأصل بي كي أسميتا للمجموعة الروحية براهماكومارس. كما تعاونت مع القارئة الشابة الشهيرة مريم مسعود، وإيشك حسين المغنية الشعبية من بنغلاديش وفرحة الفيروزة القارئة المعروفة من ماليزيا.
وهي شغوفة بالأغاني التركية التقليدية والهيب هوب الإندونيسية وعملت مع الموسيقيين المباركين زياد سُميرة من فلسطين، وياسر أشرف من الهند لإنتاج أغنية إندونيسية.
بدأت عائشة تغني عندما كانت في الثالثة من عمرها مقلدة والدتها. ومن السن السادس حصلت على التدريب الصوتي لمدة أربع سنوات ثم تركت التدريب حتى العام الماضي حيث استأنفت فيه لتتدرب على الغناء الغربي تحت لافيتا لوبو.
بموهبتها الفريدة في الغناء بلغات مختلفة، غنت عائشة باللغات العربية والتركية والشيشانية والكورية والفارسية والماليزية والإنجليزية واللغات الهندية الإقليمية مثل المالايالامية، والهندي،ة والأردية، والبنجابية الخ.
تهتم عائشة أكثر بالموسيقى الروحية أو “سبيرتيك” (وهو مصطلح قدمه سامي يوسف لوصف أسلوبه الموسيقي الفريد.) والموسيقى الشرقية، والغربية، التقليدية.
وتتذكر عائشة حادثة لا تنسى في حياتها عندما عرفها السيد سامي يوسف، المغني وكاتب الأغاني البريطاني المولود في إيران، وسط حشد ينتظر جلسة “لقاء وتحية” معه في أبو ظبي، حيث قال: “أعرفك” ثم عرّفها على الحشد الكبير، ما أعطتها صدمة وفرحة في نفس الوقت. ثم دعاها سامي يوسف لغناء أغنية معه على المنصة وسرعان ما أدى ذلك الاجتماع إلى تسجيل اسم عائشة كفنانة في “موسيقي آندانتي البريطاني” الذي أسسها سامي يوسف.
كونها من أشد المعجبين بالموسيقار الهندي الشهير أ. ر. رحمن، فإن أحد أحلامها هو العمل معه. كما تريد أن تتعلم وتكتشف المزيد عن الموسيقى وبناء استوديو خاص بها. وهي شغوفة بإنتاج موسيقى قادر على ملأ قلوب الناس وعقولهم بالسلام والحب، حيث تعتقد أنها وسيلة يمكن من خلالها بناء مجتمع أقوى وسلمي.
وقالت عائشة إن عائلتها، بما في ذلك أشقاءها أحمد وأحلام، هي ركائز دعمها، وهي تغني في الغالب من الاستوديو الصغير الخاص بها في المنزل، والذي يديره والدها السيد عبد الباسط. وشكرت متابعيها وداعميها على منصات فيسبوك، وإنستغرام، ويوتيوب، الذين يشجعونها كثيرا حتى ولو لم ترهم أو تلتق بهم ولو مرة واحدة.
وبعد تلقيها زر التشغيل الذهبي على يوتوب لمنشئي المحتوى المتجاوزين مليون مشترك، تتيح عائشة والديها لاستخدام الدخل المتولد من قناتها.
وحسب قول والدها، ينفق جزءا من المال على إنشاء مقاطع الفيديو والموسيقى الخاصة بها والباقي للأعمال الخيرية. وعائشة تعمل مع بعض المنظمات الخيرية غير الحكومية.
وعلى الرغم من أنها مغتربة، تعتبر الإمارات العربية المتحدة وطنها الأم. وهي تؤكد أن الإمارات وأجواءها هي التي ساعدتها على اكتشاف نفسها وحفزتها على التحدث عن نفسها مما جعلها على ما هي عليه اليوم. وقالت إن الإمارات العربية المتحدة هي وطنها الآمن باعتبار الاحترام الكبير الذي تمنحه لتمكين المرأة واحتواء الأجانب من جميع أنحاء العالم. وقد أظهرت عائشة حبها وتقديرها لدولة الإمارات، وقيادتها الرشيدة خلال اليوم الوطني الخمسين بتقديم غناء النشيد الوطني الإماراتي، وإطلاقه كتكريس للبلاد وإنجازاتها الرائعة.