خدمات الشيخ زين الدين المخدوم الثاني الفقهية
عبد الحفيظ الندوي
فمن فضل الله ومنته على منطقة كيرالا أنها وفقت لإنجاب عدد من العبقريين في مجال الفقه الشافعي والدعوة الإسلامية من القرون القديمة إلى يومنا هذا، ومن هؤلاء الجهابذة وعلى رأسهم العالم المتضلع والفقيه الكبير والمؤرخ الشهير الشيخ زين الدين أحمد بن محمد الغزالي بن زين الدين الكبير، المعروف بزين الدين المخدوم الصغير
ميلاده و نشأته و تأليفه
ولد بفناني في القرن العاشر الهجري =السادس عشر (938ه/1532م)، بأسرة المخدومين الشهيرة و كانت طفولته بقرية جومبال قرب ماهي في بيت أمه، حيث تلقى منها و من أبيه المعروفين بالعلم و الثقافة مبادئ الدين، ثم تعلم من عمه عبد العزيز المخدوم. حفط القرآن في صغر سنه و ذهب إلى مكة لتلقي العلم من علمائها، قضى 10سنوات فيها وتبحر في العلوم الإسلامية ورجع إلى فناني كمدرس في المسجد الجامع، وخدم العلم هناك لمدة 63سنة و زاره أستاذه شهاب الدين أحمد بن حجر الهيتمي، يستفيد منه الإمام وكان طلابه يأتون إليه لكونه مرجعا في الفقه و كان يدرِس كتابه قرة العين بمهمات الدين ولكن الكتاب خلاصة الكتب الشافعية و أقوال الإمامين النووي و الرافعي آخذا بأقوال الإمام الشافعي قوله المشهور و الأصح و الأظهر من المذهب الشافعي، و صعب على الدارسين حفظه و فهمه مع سلاسة الكتاب و فصاحة تعابيره و علق له الشيخ بنفسه لإفهام الفقه على الوجه المطلوب.
صنف شرح هذا الكتاب و سماه فتح المعين الذي هو أهم كتب الفقه في كيرالا، و هو من الكتب المتداولة بين علماء مصر، وبلاد الشرق الأقصى، وماليزيا، وإندونيسيا، و طبع بمطابع القاهرة و مدراس و سنغافوراه و كان أول طباعة للكتاب سنة 983ه/1574م .
كتب في مكانة هذا الكتاب و قبوله العالم الفاضل فريد بن محي الدين البريري رحمه الله هذه الأبيات:
فتح المعين كتاب شأنـه عجـب حوى من الفقه ما لم يحوه كتب
وقد رقى في اختصار اللفظ ذروته حتى تهون على حفاظه الكرب
كم من لآلي حسان فيه كامنـة عن غير أهل لها تخفى وتحتجب
وقد حوى من نصوص الشافعي ومن منصوص أصحابه ما كان ينتخب
أحكام مذهبنا فيه مبوبة أثنى على حسن تأليف له العرب
فلا تبال بمن زاغت بصيرته عن قدره فهو أعمى فاته الشنب
فيه الغنى غالبا عن سائر الكتب وذاك فضل علينا شكره يجب
هذه الأبيات جمعت إيجابيات و محاسن هذا الكتاب
ملاحظات:
للكتاب مزايا يجربها كل قارئ
1: إن المصنف رجَع فائدة تعلم الفقه إلى التقوى
حيث يقول في مقدمة كتابه….”فائدته امتثال أوامر الله و اجتناب نواهيه
و هذا لم يطلع صاحب السطور في كتاب فقه ما.
2: لغة الإيجاز التي يهملها الكثير من رجال الدين.
3: عدم الوجود للمسائل الافتراضية و أما غيره من الكتب الفقهية مملوءة بها,
4: مرجعية المذهب الشافعي لأن غيره يهتم بالقول الجديد للإمام الشافعي .أما فتح المعين فيه الجمع بين الأقوال المشهورة والصحيحة والراجحة وغيرها .
ومن مؤلفات الشيخ زين الدين المخدوم الثاني:
(1) فتح المعين شرح قرة العين.
(2) تحفة المجاهدين في بعض أخبار البرتغاليين.
(3) إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد.
(4) إحكام أحكام النكاح.
(5) المنهج الواضح شرح أحكام النكاح.
(6) الأجوبة العجيبة عن الأسئلة الغريبة.
(7) مختصر «شرح الصدور في أحوال الموتى والقبور» للإمام السيوطي.
(8) الجواهر في عقوبة أهل الكبائر.
(9) الفتاوى الهندية.
من شروح فتح المعين للعلماء البارزين
(1 إعانة المستعين شرح على فتح المعين» للشيخ العلامة الفقيه الشهير على بن أحمد بن سعيد بن باصبرين.
(2) ترشيح المستفيدين شرح على فتح المعين» للشيخ العلامة السيد علوي بن السيد أحمد السقاف المكي.
(3) إعانة الطالبين شرح على فتح المعين» للشيخ العلامة الكبير السيد أبو بكر بن السيد محمد شطا الدمياطي المكي.
(4) حاشية على فتح المعين للشيخ العلامة الشهير مولانا أحمد الشيرازي المليباري في ثلاثة أجزاء.
(5) حاشية على فتح المعين للشيخ العلامة الكبير القانت شهاب الدين أحمد كويا الشالياتي(ت1374ه).
(6) تنشيط المطالعين شرح على فتح المعين» للشيخ العلامة المولوي على بن الشيخ العلامة العارف بالله تعالى مولانا الشيخ عبد الرحمن النقشبندي التانوري المتوفى 1347هـ، لم يتم تأليفه.
(7) شرح على فتح المعين في ثلاثة أجزاء للشيخ العلامة مولانا المرحوم زين الدين المخدوم الأخير الفناني المتوفى سنة 1305هـ.
(8) تعليق كبير على فتح المعين للشيخ العلامة الكبير الحاج أحمد بن محمد البلنكوتي المعروف بـ«كُتِّيَمُّ مُسْلِيارْ» المشهور المتوفى سنة 1273هـ، وغير ذلك من الشروح والحواشي.
وكانت وفاته سنة 991هـ 1583م، كما يتضح لنا من كتاب” مليبار ” للمؤرخ السيد شمس الله القادري ولكن التحقيق التاريخي لسنة ميلاده ووفاته يحتاج إلى التحقيق .