نسيم حمزة أحمد
نيودلهي: أعلنت الهند، بمناسبة يوم الجمهورية الثاني والسبعين، أعلى جوائزها الرسمية المعروفة بجوائز بادما لعام 2021، تكريما للعديد من أبطالها المجهولين الذين ساهموا ببصماتهم في مجال الفنون والتعليم والعمل الاجتماعي، ومن بينهم العلامة د. علي مانيكفان الذي يعرف عبقريا نادرا يولد في كل مليار شخص.
بادما شري، هي رابع أعلى جائزة مدنية في جمهورية الهند، بعد بهارات راتنا، وبادما فيبهوشان، وبادما بوشان، تمنحه حكومة الهند كل عام في يوم الجمهورية الهندي.
علي مانيكفان، هو باحث بحري هندي وعالم بيئة وباني سفن ومتعدد اللغات. يشتهر بمهاراته البحثية الذاتية في المجالات البحرية والبيئية والزراعية، ولا يحمل أي مؤهل تعليمي رسمي، وقد أعلن أن هدف حياته هو تعزيز أسلوب حياة بسيطة والعودة إلى الطبيعة.
حياته
ولد علي مانيكفان في جزيرة مينكوي في لاكشادويب في 16 مارس 1938م. أرسله والده إلى كانور لتلقي التعليم الرسمي، ولكنه لم يكن مهتمًا بالتعليم الرسمي، وترك دراسته وعاد إلى موطنه.
ووفقًا لرأيه، فإن التعليم الرسمي مصطنع ولا طائل من ورائه، وأفضل طريقة لاكتساب المعرفة هي الحصول على الحكمة من خلال مراقبة البيئة وجمالها والعيش فيها بدون أي استغلال.
يجيد علي مانيكفان عددًا من اللغات إلى جانب لغته الأم “مهل”، وتعلم اللغة الإنجليزية والهندية والمالايالامية والعربية واللاتينية والفرنسية والروسية والألمانية والسنهالية والفارسية والسنسكريتية والتاميلية والأردية.
وتشمل مجالات اهتمامه الأخرى على علم الأحياء البحرية، والبحوث البحرية، والجغرافيا، وعلم الفلك، والعلوم الاجتماعية، وبناء السفن التقليدية، والتعليم، ومصايد الأسماك، والزراعة والبستنة.
في عام 1956م، عمل مدرسًا ثم أصبح سكرتيرا في جزيرة مينكوي، ولكن اهتمامه كان في الحياة البحرية، فانضم في الستينيات إلى المعهد المركزي لبحوث المصايد البحرية في الهند.
اكتشاف أنواع أسماك جديدة
أثناء عمله مع عالم الأحياء البحرية الدكتور سانتابان جونز، اكتشف مانيكفان نوعًا جديدًا من الأسماك. فأطلق جونز، الذي أعجب بمهارات علي في المراقبة ومعرفته الواسعة بالحياة البحرية، عليه اسم سمك عبددف مانيكفاني. وفي وقت لاحق، قدم ورقة تصف أنواع الأسماك المكتشفة في أرخبيل لاكاديف الموجود في مجموعات العينات.
التجارب الفنية والزراعية
يتبع مانكفان أساليب زراعية غير عدوانية تأخذ الطبيعة في الاعتبار، حيث ينتج الكهرباء المطلوب لعائلته من طاحونة الهواء التي صممها بنفسه في أرضه والتي تبلغ مساحتها 15 فدانًا في تاميل نادو. وقام ببناء منزل هناك بمواد صديقة للبيئة متوفرة بشكل طبيعي في المنطقة.
باني السفن
في عام 1981م، تم تكليف مانيكفان بمسؤولية إعادة بناء سفينة تجارية عربية قديمة، صحار، من قبل المغامر الأيرلندي تيم سيفرين. فسافر إلى عمان لتوجيه فريق النجارين. كانت السفينة، التي سميت باسم مدينة صحار في عمان، مصنوعة يدويًا بالكامل، باستخدام تقنيات بناء القوارب التقليدية، ولم يتم استخدام أي معدن في بنائها.
استغرق بناء السفينة التي يبلغ طولها ٢٧ مترًا عامًا واحدًا، وكانت هناك حاجة لأربعة أطنان من جوز الهند لخياطة ألواح بدنها، وتم بنائها بنفس الطريقة التي بنى بها المالديفيون القدماء السفن في بلدهم.
قطع سيفرين مسافة ٩٦٠٠ كيلومتر من عمان إلى الصين بواسطة هذه السفينة، ووصف رحلته التي استمرت ثمانية أشهر في كتابه رحلة السندباد. علما بأن سفينة صحار معروضة الآن في متحف في عمان.
التقويم
كما صمم مانيكفان تقويمًا قمريًا على أساس أوقات القمر الجديد، والتي نشرها فريد إسبيناك الذي قام بحساب أوقات القمر الجديد بناءً على الخوارزميات الفلكية لجين ميوس. وأوصى المسلمين في جميع أنحاء العالم باتباع تقويمه القمري، لأنه يعتمد على القرآن (سورة ٩، ٣٦-٣٧) ومراعاته الصحيحة واجب على المسلمين.
اقترح بعض علماء الفلك المسلمين مثل خالد شوكت من موقع moonsighting.com، أنه يجب تحديد خطوط التاريخ القمري على خريطة العالم، حتى يبدأ المسلمون صيامهم والاحتفال بعيدهم في يوم واحد على مستوى العالم تماشيا مع روح الوحدة التي تدعو إليها عقيدة الإسلام.
ويذكر أن أقلية في ولاية تاميل نادو في الهند يتبعون تقويمه، ويشغل منصب رئيس لجنة الهجرة في الهند.
دراجته
قام مانيكفان ببناء دراجة نارية تعمل بأسطوانة باستخدام دراجة عادية بمساعدة محرك بخاخ قديم، حيث تستخدم الدواسة لتشغيل المحرك. وسافر به مع ابنه موسى من تاميل نادو إلى نيودلهي، حيث كان يقطع بمعدل ٦٠ إلى ٧٠ كم يوميا، على الرغم من أن سرعتها القصوى تبلغ ٣٥ كم / ساعة فقط، إلا أن علي مانيكفان يدعي أنها أرخص بكثير وأكثر كفاءة من تلك التي الدراجات تعمل بالبنزين.
اتجاه القبلة
كما يدعي مانيكفان أن من يعبر خط التوقيت العالمي يجب أن يغير قبلته في الاتجاه المعاكس حتى يسيطيع الناس في الشرق والغرب أن يتجهوا إلى القبلة بشكل صحيح.