من الموت إلى الحياة: قصة صمود مغترب هندي في الإمارات بعد حادث حريق مروع
في عام 2019م، كان طيب حمزة يعمل سائقًا في مزرعة بالذيد، بعد عودته من إجازته السنوية في الهند، استيقظ في صباح يوم مشؤوم قبل صلاة الفجر، متجهًا إلى المطبخ لتحضير كوب من الشاي. لحظات قليلة مرت حتى اندلعت ألسنة اللهب فجأة وانتشرت على جسده، مما جعله يركض خارجًا وهو يصرخ طلبًا للنجدة.
زملاؤه هرعوا لنجدته ونقلوه على الفور إلى أقرب مستشفى في الذيد، حيث أُبلغ أن حالته تتطلب رعاية متخصصة غير متوفرة في المستشفى، ليتم نقله بعد يومين إلى مستشفى راشد في دبي، حيث دخل في غيبوبة استمرت ثلاثة أشهر.
صراع مع الموت ومعجزة البقاء
في مستشفى راشد، واجه الأطباء تحديًا كبيرًا، حيث أُبلغت عائلة طيب أن بقاءه على قيد الحياة أمر نادر للغاية نظرًا لشدة الحروق التي أصابت ثلاث طبقات من جلده. كانت زوجته في ذلك الوقت حاملًا بطفلهما الثاني، مما زاد من معاناة الأسرة وترقبهم للنتائج.
بعد استيقاظه من الغيبوبة، خضع طيب لسلسلة من العمليات الجراحية المعقدة التي شملت زراعة الجلد وإزالة الأنسجة الميتة، ولكن لم تكن هذه هي النهاية، حيث أصيب طيب بفقدان السمع في كلتا أذنيه نتيجة الجرعات العالية من المضادات الحيوية التي أعطيت له لمنع العدوى.
طريق طويل إلى التعافي
برغم الألم والمعاناة، لم يستسلم طيب وبدأ رحلة تعافٍ طويلة، مليئة بالصعوبات والتحديات. استمر طيب في تلقي العلاج الطبيعي بشكل مستمر حتى تمكن من الوقوف والمشي مرة أخرى والعودة من جديد للحياة. اليوم، وبعد كل تلك المعاناة التي مر بها، أصبح بامكانه المشي والركض، وقد استعاد جزءًا كبيرًا من قوته الجسدية.
عبر طيب عن شكره العميق لصاحب عمله السابق في شركة “النخلي” والتي تكفلت بجميع تكاليف علاجه ولم تتركه وحيدًا في محنته، كما أنه يثني على الأطباء والممرضات في مستشفى راشد، خاصة الدكتورة آمنة بالحول والدكتور مروان الزرعوني، الذين كان لهم دور كبير في عودته للحياة.
نداء للقيادة الرشيدة وشكر للإمارات
بعد أن استعاد طيب جزءًا كبيرًا من حياته، يرغب في العودة إلى دبي، الأرض التي وقفت بجانبه في أصعب أوقاته. يقول طيب: “حاولت العثور على عمل وبدء مشروع في الهند، لكن فقدان السمع جعل الأمور صعبة للغاية هنا، لدي أمل كبير في أن أجد فرصة جديدة في الإمارات، وأود أن أعبر عن امتناني العميق للبلد الذي دعمني في أسوأ لحظاتي.”
طيب يوجه رسالة شكر عميقة إلى قيادة الإمارات الرشيدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، على دعمهم الدائم واللامحدود لكل من يعيش على أرض الإمارات.