سحر الطبيعة ورفقة الأصدقاء: يوم في ممالاكندام
في يوم الجمعة الماضي تجمعنا في ساحة مسجد مكة في مدينة بيرومباور الذي يبعد ١٠ كم عن كلية أزهر العلوم، ملاذنا المألوف خلال أيام دراستنا، حيث صلينا صلاة العصر تذكيرًا بالتزامنا بالإيمان قبل الشروع في مغامرة جديدة. كان وجهتنا ممالاكندام، قرية محاطة بالغموض وأصبحت مؤخرًا مشهورة بفضل عيون وسائل التواصل الاجتماعي. قائد مجموعتنا الصغيرة كان زميلنا جمال، رجل يتميز بالحكمة والثبات. وكان برفقتنا أصدقائي المقربون: محمد رفيق، أشرف نيركونام، عبد الحفيظ الندوي، أشرف بنايكولام، وكلنا متحمسون للهروب من الروتين اليومي والانغماس في جمال غابات غاتس الغربية الهادئ.
بدأت رحلتنا بعد شرب الشاي المسائي في مخبز ومطعم رويال القريب من المسجد في بيرومباور، بلدة صاخبة كنا نزورها مرات لا تحصى. بينما كنا نحمل حقائبنا إلى الحافلة، كان الجو مشبعًا بالحماس. هذه الرحلة كانت في التخطيط لأسابيع، وكل منا يتطلع إلى رفقة الأصدقاء والقصص والخبرة المشتركة في استكشاف مكان لم نسمع عنه إلا القليل.
كانت الطريق إلى ممالاكندام ملتفة عبر التلال، كل منعطف يكشف لنا مشاهد جديدة من الخضرة الكثيفة والوديان المغطاة بالضباب. كان الهواء المسائي باردًا وممطرا، وهو ما كان ترحيبًا من حرارة النهار. أثناء القيادة، كانت المحادثات تتدفق بسهولة، نسترجع ذكرياتنا في أزهر العلوم، ونتناقش في مزايا العلماء المختلفين، ونتكهن بما ينتظرنا في ممالاكندام.
كان حفيظ هو من بدأ في سرد قصة ممالاكندام. بدأ المنظر خارج النوافذ يتغير، البلدات الصاخبة تحل محلها القرى الهادئة، كل منها أكثر عزلة من الأخرى. بحلول الوقت الذي وصلنا فيه إلى ممالاكندام، كان الليل قد حل، وكانت القرية غارقة في ضوء القمر الهادئ.
كان مكان إقامتنا لليلة هو منزل مانابوراث. كان المنزل ساحرًا كما تخيلنا، تقليديًا، بعبق دخان الخشب وصوت الجداول يملأ الهواء. كان مكانًا يبدو مجمدًا في الزمن، بعيدًا عن ضجيج الحياة الحديثة.
بعد عشاء بسيط لكنه لذيذ، تجمعنا في الفناء، أصواتنا هي الصوت الوحيد في الليل الساكن. شارك جمال قصصًا من رحلاته، بينما ناقشنا حول أهمية الأماكن التي مررنا بها في طريقنا إلى ممالاكندام. استمر الحديث حتى وقت متأخر من الليل، متخللاً بنوبات من الضحك ولحظات من التأمل الهادئ.
في صباح اليوم التالي، استيقظنا مبكرين، متحمسين لاستكشاف القرية التي أثارت فضولنا. كانت إحدى محطاتنا هي المدرسة الثانوية الحكومية، التي أصبحت مشهورة بفضل الصور المنتشرة لشلال إلنباشيري في الخلفية. بينما كنا نقف هناك، مستمتعين بالمشهد، لم أتمكن من منع نفسي من الإعجاب بكيف يمكن لمكان بسيط أن يحمل كل هذا الجمال. كان الشلال، رغم أنه لم يكن في أوج قوته، لا يزال مشهدًا رائعًا، مياهه تتلألأ في ضوء الشمس.
المدرسة نفسها قد تغيرت على مر السنين، كما ذكر حفيظ الليلة السابقة. “هذا لم يكن الحال من قبل”، قال بهدوء، نظرته شاردة. “المدرسة نمت، مثل القرية، لكن جوهر هذا المكان بقي كما هو.” تجولنا حول المدرسة، نتخيل ما سيكون عليه الحال للدراسة هنا، والطبيعة قريبة جدًا.
انطلقنا في رحلة ستأخذنا إلى قلب ممالاكندام. كان مرشدنا، رجل محلي يدعى جايان، يقودنا عبر الغابات الكثيفة وعلى طول المسارات الضيقة، كل خطوة تأخذنا بعيدًا عن العالم الذي نعرفه وأقرب إلى الجمال البري لغابات غاتس الغربية. كانت الرحلة تحديًا، لكن المناظر كانت تستحق كل الجهد. في نقطة معينة، توقفنا عند نقطة مراقبة قدمت لنا بانوراما رائعة للوادي أدناه، بحر من الخضرة يمتد بقدر ما تستطيع العين أن ترى.
بينما كنا ننزل، تحدث جمال عن أهمية الحفاظ على مثل هذه الأماكن، ليس فقط لجمالها ولكن للدروس التي تقدمها. “هذا تذكير بقوة الخالق”، قال وهو يشير إلى المنظر المحيط بنا. “في عالم يتحرك بسرعة، يجب أن نتذكر أن نتباطأ ونقدر العجائب التي وضعت أمامنا.”
في الصباح سبحنا في جدول صغير، حيث اندفعنا إلى الماء، نضحك ونرش الماء مثل الأطفال. بعد إفطار بسيط، صعدنا إلى سيارة جيب جايان لمغامرة خارج الطريق التي أخذتنا عبر الأجزاء الأكثر وعورة من ممالاكندام. كانت الرحلة مثيرة، حيث كانت السيارة تقفز فوق الصخور وتتجاوز المنحدرات الحادة. بحلول الوقت الذي عدنا فيه إلى منزل الضيافة، كنا جميعًا متعبين تمامًا، لكن أرواحنا كانت عالية.
أمضينا بعد الظهر في التأمل الهادئ، كل منا يجد زاوية للاستراحة والتفكير. تجمعنا للمرة الأخيرة لتناول وجبة قبل أن نعود إلى بيرومباور. كانت رحلة العودة أكثر هدوءًا، حيث استبدلت الإثارة السابقة بشعور من الرضا. كنا قد جئنا نبحث عن مغامرة، لكن ما وجدناه كان شيئًا أعمق بكثير، اتصالًا بالأرض، ببعضنا البعض، وبالقيم التي غُرست فينا خلال وقتنا في أزهر العلوم.
بينما كنا نقترب من بيرومباور، بدأ المنظر يتغير مرة أخرى، حيث كان الجمال البري لممالاكندام يحل محله المشاهد والأصوات المألوفة للمدينة. ودعنا بعضنا البعض، كل منا يحمل جزءًا من ممالاكندام معه، ذاكرة، درسًا، تذكيرًا بأهمية أخذ الوقت للتواصل مع العالم من حولنا.
بالتأمل في الرحلة، أدركت أن ممالاكندام كانت أكثر من مجرد وجهة. كانت مكانًا حيث يلتقي الماضي بالحاضر، حيث تتعايش الطبيعة والبشرية في انسجام، وحيث يمكن للمرء أن يجد السلام وسط فوضى الحياة اليومية. كانت زيارتنا قصيرة، لكن التأثير الذي تركته علينا سيستمر مدى الحياة. بينما كنا نتفرق، كنت أعلم أن الذكريات التي أنشأناها معًا ستربطنا، وتذكرنا بروابط الصداقة والتجارب المشتركة التي تحدد من نحن.