قصة حب الفنان والمخرج الإماراتي ناصر اليعقوبي لولاية كيرالا

نادرا ما تصادف ضابط شرطة يكون أيضًا فنانا بارعا، ولكن هذا المواطن الإماراتي من رأس الخيمة يتمكن من تحقيق التوازن بين كل من الرشاقة والمهارة. وبفضل شغفه برواية القصص وتقدير عميق لثقافة كيرالا الغنية، فقد صنع لنفسه اسمًا في عالم الأفلام والأدب. أخرج فيلما قصيرا في مصر .. مثل في المسلسلات العربية .. وحتى صنع فيلما وثائقيا عن ولاية كيرالا .. يعرض جمال المنطقة وتعقيدها. إلى جانب مساعيه الفنية، أظهر أيضًا التزامًا قويًا بخدمة مجتمعه، وتأليف كتاب عن سلامة الطفل، والعمل بلا كلل للحفاظ على السلام والأمن.

في هذه المقابلة، نتحدث مع هذا الفرد المتعدد المواهب لاستكشاف العديد من جوانب حياته المهنية المذهلة، وكيف تمكن من تحقيق التوازن بين شغفه الإبداعي وواجباته كضابط شرطة.

لقد عملت في مجالات مختلفة – من تطبيق القانون إلى الفنون. كيف شكلت هذه التجارب منظورك للحياة والعمل ؟ كضابط شرطة وممثل ومخرج أفلام وثائقية، كيف توازن بين هذه الأدوار والمسؤوليات المختلفة في حياتك؟

أوازن بين المسؤوليات المختلفة في حياتي بصفتي محاضر في الشرطة وممثل ومخرج أفلام وثائقية والدراما ومحاضر في العلاقات والإعلام حيث أقضي 80 % من الوقت والجهد للمسؤوليات الرسمية ويبقى 20 للأسرة والأبناء وبذلك تأتي الموازنة.

هل يمكنك إخبارنا بتجربتك في العمل على أحدث فيلم وثائقي لك؟ ما الذي ألهمك للقيام بذلك؟
في الحقيقة لدي عدة أفلام وثائقية ولكن آخر عمل قمت به هو فيلم وثائقي باسم أرض التسامح، والذي يربط أناسا عاشوا بيننا سنوات طويلة امتدت إلى أربعين عاما، ومن ثم رحلوا بكل هدوء وطمأنينة من دولة الإمارات العربية المتحدة وكان لهم بصمات وأعمال طيبة تركوها وراهم، فأحببت أن أجسد هذه العلاقة بكل حب. وذهبنا إلى بلدهم وهم قد أخذوا حقوقهم وتركوا إبداعاتهم لدينا. كان فيلم أرض التسامح عنوان يحمل في طياته الكثير من أبناء الجالية الهندية وخاصة في ولاية كيرلا الهندية. ومن هذا المنطلق احببت أن أسجل هذا الفيلم لمعرفة الحب الذي كرسوه لدولة الإمارات العربية المتحدة المتمثلة في حكومتها وشعبها.

هل يمكنك وصف لحظة في حياتك كان عليك فيها الاعتماد على كل من إبداعك وتدريب الشرطة لحل مشكلة أو التغلب على تحدٍ ما؟
في حياتي الكثير من المحطات استطعت أن أجتاز فيها العديد من الحالات الصعبة في الدراسة والعمل، وخصوصا عندما قمت بتصوير الأفلام خارج دولة الإمارات في الهند و في جمهورية مصر العربية. ومن خلال عملي الشرطي كذلك استطعت أن أتغلب على بعض التحديات و أجد الحل لها ‫ ‫حيث قمت باختراع بعض الأدوات والألعاب التي قد تساهم في العمل الشرطي وإصدار كتابين تخص الطفل.

ما الذي جذبك إلى ولاية كيرالا وشعبها؟ هل مررت بأي تجارب لا تُنسى خلال فترة إقامتك هناك؟
قصتي مع ولاية كيرلا تمتد إلى حوالي 45 سنة، وكانت أول مرة زرتها في سن العاشرة. أنتمي إلى أسرة لها علاقات تجارية مع الهند وخاصة مع ولاية كيرالا حيث كان جدي وأبي لديهما مصنع لصناعة السفن وكان لأبي شركة في إمارة رأس الخيمة باسم شركة الأسماك التجارية كانت تستورد الأخشاب وأدوات بناء السفن والصيد. كنت أسافر مع أبي إلى إلى أكثر المناطق الهندية والولايات والعواصم، ولكن اطمأنت نفسي إلى هذه الولاية من خلال أهلها وتعاملهم وحبهم الحقيقي للمسلمين بصفة خاصة، ولدولة الإمارات كذلك. ومع مرور السنوات قررت أن أمتلك بيتا في هذه الولاية العظيمة مما جعلني أزورها بشكل مستمر حتى أتسأنس إلى حب أهلي وأصدقائي فيها.

لقد عبرت عن حبك لولاية كيرالا والمليباريين. ما رأيك عن هذه الولاية وشعبها الذي تجده أكثر روعة أو إلهامًا؟
رأيت جوانب كثيرة وثقافة متعددة في هذه الولاية من الموسيقى والفن والأدب، ولكن ما أعجبني أكثر اهتمامهم باللغة العربية والتركيز عليها، وهذا يدل على الفهم لدى المسؤولين هناك ولا ننسى كذلك الاهتمام بالمناسبات الدينية والمؤتمرات التي تخلق علاقة تواصل بين الشعوب.

تشتهر ولاية كيرالا بتقاليدها الثقافية الغنية، من الموسيقى والرقص إلى الفن والأدب. أي جانب من جوانب ثقافة ولاية كيرالا تجده أكثر إثارة للاهتمام ولماذا؟
نعم تعد كيرالا من الولايات الأجمل في الهند، ويقال إن اسمها العظيم قد أطلقه العرب وهي خير الله. فيها مناطق خلابة من الجبال الخضراء والشلالات المنحدرة من الجبال، وشواطئ المحيط الهندي شاهدا على عظمة هذا البلد وأهله وثقافتهم المتميزة بين الشعوب. وقد زرت مدينة كاليكوت وشواطئها، وكذلك وايناد المناطق التي تحمل الطبيعة والجمال في مناظرها وكذلك كوشين، ومونار بجوهما الممتع. ولا أنسى ترفاندرام، وترشور، وكانور، ومالابورام، وكاسركود وغيرها من المناطق الجميلة. وما فيها من مصحات التشافي والاستجمام و مستشفياتتها التي تضاهي المستشفيات العالمية وخبرة دكاترتها. اعكف حاليا على كتابة فيلم يحكي قصة جميلة عن شخصية استطاع من إبهار الجميع وهو محي الدين من مدينة كاليكوت.

ما هي النصيحة التي تقدمها للكتاب والمخرجين الطموحين المهتمين باستكشاف العلاقة بين الإمارات وكيرالا؟

نصيحتي لاخواني المخرجين والمؤلفين بضرورة زيارة هذه البلدة وإخراج المكنون السحري الذي بداخلها، والتعرف على الثقافة العظيمة لديها لأنها متعة حقيقية في الإبداع الثقافي.