Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
ثقافة وحياةديانة

أقدم مسجد عمره 1391 عاما باسم “شيرمان جمعة” في الهند

صالح حسن 

تؤكد المصادر التاريخية أن مسجد شيرمان جمعة، الذي شيد في مدينة ميثالا كودونغالور تالوك بمقاطعة تريسور بولاية كيرالا أول مسجد بني في الهند.  

بني المسجد عام 629 على يد التابعي مالك بن دينار، ويعتقد أن هذا المسجد تم تجديده وإعادة بنائه لأول مرة في القرن الحادي عشر الميلادي. يبلغ طول المسجد 61 مترا وعرضه 24 مترا ويتسع لنحو 2000-2500 مصل.

عند بناء المسجد في القرن السابع الميلادي لم يضم أي مآذن أو قبة، رغم كونهما أبرز السمات التقليدية المميزة للتصميم المعماري للمساجد، وأدخل في تصميمه في وقت لاحق، عنصرا المئذنة والقبة.

وتوجد أمام المسجد بركة صغيرة. وتتميز من الداخل بمصباح زيتي قديم، وتشير الروايات إلى أن عمره يعود إلى 1000 عام. ولا يزال هذا المصباح الذي يتدلى في منتصف المسجد وظل يوقد حتى العام الماضي، ثم قررت إدارة المسجد التوقف عن إضاءته.

المصباح الزيتي لا يزال قائما منذ 1000 عام

ويقيم كثير من الهنود احتفالهم ببدء المسيرة التعليمية لأطفالهم داخل المسجد، انطلاقًا من اعتقادهم بأن هذا يحمل فألاً طيبًا ويبشر بنجاح أطفالهم في التعليم. وخلال رمضان، غالبًا ما يقيم غير المسلمين مآدب لإفطار إخوانهم المسلمين.

يعود اسم مسجد “شيرمان جمعة” إلى الملك شيرمان بيرومال، الذي حكم جنوب الهند في القرن السابع الميلادي. وتشير الروايات المحلية المتداولة عن المسجد إلى أن الملك لما رأى من حسن تعامل التجار العرب المسلمين الذين قدموا إلى كيرالا أبدى الملك الهندوسي اهتمامه بدينهم. وبالفعل، شرح له التجار العرب المبادئ الأساسية للإسلام. وسرعان ما سافر الملك إلى شبه الجزيرة العربية واعتنق الإسلام ومكث عدة سنوات هناك، وعندما اعتزم العودة إلى بلاده، مرض ومات في سلطنة عمان ولا تزال مقبرته هناك إلى يومنا هذا، وتحمل اسمه القديم، بجانب اسمه الجديد الذي اتخذه بعد الإسلام – تاج الدين.

وقبل وفاته، كتب وصيته التي حملها التابعي مع مالك بن دينار إلى أقاربه في ولاية كيرالا يطلب منهم أن تكون لطيفا مع هذا الأخير، ويذهب الاعتقاد بأن مجموعة من العرب بقيادة مالك بن دينار ومالك بن حبيب وصلوا إلى شمال ولاية كيرلا والذين شيدوا مسجدا في دودونغالور.

يعد المسجد نموذجا للتناغم بين المواطنين من جميع الأديان في الهند، فقد دأب الهنود من جميع الأديان على جلب النفط للمصباح، ومثل معظم المساجد في ولاية كيرالا يسمح المسجد لدخول غير المسلمين اليه، وكان رئيس الهند آنذاك أبوبكر زين العابدين عبدالكلام من بين الزوار الذين زاروا المسجد

البركة أمام المسجد

تضمنت عملية إعمار المسجد، التي شاركت فيها منظمة مشروع موزيريس للتراث، هدم الأجزاء الخرسانية التي أضيفت للمبنى على مر العصور وإعادة المسجد إلى صورة البناء الأصلية، حيث سيجرى استخدام السيراميك والأخشاب لاستعادة مظهره العتيق.

بعد هدم الأجزاء المضافة، تخطط اللجنة المشرفة على إعادة الإعمار إضافة قاعتين تحت الأرض للصلاة، تتسعان لنحو 6000 شخص، بالاعتماد على الأفكار المعمارية التقليدية السائدة في كيرالا، مؤكدة أن هذه الإضافات ستكون ملاصقة للمسجد، ولن تؤثر على الطبيعة الأساسية له.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى