إن سعي الهند للوصول إلى آفاق جديدة في العالم يتجلى في القول المأثور الشهير ، “انطلق نحو القمر ، وإذا لم تصله فسوف تهبط بين النجوم”. على الرغم من أن النجوم قد تكون أعلى من القمر ، فإن أولئك الذين يطمحون إلى ارتفاعات كبيرة ويعملون بثقة ومثابرة واجتهاد يمكنهم تحقيق أهدافهم.
في 14 يوليو ، أطلقت الهند بنجاح مركبة شاندرايان 3، وهي المركبة الفضائية الثالثة في مهمتها الطموحة إلى القمر ، ما ستدفع البلاد إلى مجموعة النخبة من الدول التي استكشفت القمر الصناعي الطبيعي للأرض والانضمام إلى صفوف الولايات المتحدة وروسيا والصين في حالة هبوط شاندرايان 3 بنجاح على وجه القمر بعد شهر تقريبا.
سيملأ هذا الإنجاز كل مواطن هندي بغض النظر عن توجههم السياسي ، وخاصة عشاق الفضاء إدراكًا لأهمية مثل هذه المهام للتنمية الوطنية ولا تقديرا لجهود الحكومة المركزية لتحويل هذا الإنجاز العلمي إلى الإنجاز السياسي.
المدة المتوقعة لرحلة شاندرايان 3 هي شهر واحد تقريبًا ، مع وصول متوقع إلى القمر في 23 أغسطس. ينتظر العلماء والخبراء بفارغ الصبر تقدم المركبة الفضائية ، خاصة بعد المهمة السابقة ، شاندرايان 2 ، التي لم ترق إلى مستوى التوقعات. بينما لا يمكن اعتبار شاندرايان 2 فشلًا تامًا ، فقد كان بمثابة تجربة تعليمية قيمة ، حيث وجه الخبراء نحو المسار الصحيح. لقد أظهرت المهمة الثانية أن كل نكسة هي نقطة انطلاق محتملة للنجاح وأن علماء الهند قد استوعبوا هذه الدروس وطوروا نظامًا أكثر مرونة وذكاءًا لاستكشاف القمر هذه المرة.
تتألف شاندرايان -3 من مركبة روفر ومركبة هبوط ولكنها لا تتضمن مركبة مدارية مثل سابقتها. تهدف إلى استكشاف الجانب البعيد للقمر وإجراء التحليل الكيميائي. تم تصميم المهمة بدقة ، مقسمة إلى ثلاث وحدات: نموذج الدفع ، ونموذج لاندر ، والروفر. تم دمج التكنولوجيا المتقدمة ، بما في ذلك الألواح الشمسية للطاقة وجهاز قياس السرعة بالليزر للتحكم في سرعة الهبوط. مع نجاح شاندرايان -3 ، ستصبح الهند رابع دولة ، بعد الولايات المتحدة وروسيا والصين ، تحقق هبوطًا على سطح القمر.
حققت منظمة أبحاث الفضاء الهندية (ISRO) إنجازات ملحوظة منذ إنشائها قبل أكثر من خمسين عامًا. من بين أعظم إنجازاتها مهمة شاندرايان، التي تتألف من سلسلة من المركبات الفضائية التي تم إطلاقها في الفضاء. بدءًا من أوائل القرن الحادي والعشرين مع إطلاق شاندرايان1 في عام 2008 ، تقدمت هذه المهمة بشكل كبير ، وأعادت إحياء آمال وتطلعات أولئك المتحمسين لاستكشاف الكون المجهول. الهند من بين الدول الرائدة في مجال استكشاف الفضاء. إن مهمة شاندرايان ، على وجه الخصوص ، سوف ترفع مكانة الهند العالمية وتؤسسها كسلطة موثوقة ومؤثرة للآخرين في المستقبل.
على الرغم من معارضة بعض النقاد المخلصين ، لا سيما بعد نكسة شاندرايان2 في عام 2019 ، من الضروري أن ندرك أن الإخفاقات جزء لا يتجزأ من التقدم والتنمية في جميع جوانب الحياة ، بما في ذلك العلوم والتكنولوجيا. يجب أن نشيد بتألق العلماء الهنود ، خاصة لجعل مهمة القمر هذه أكثر فعالية من حيث التكلفة من أي مساعي أخرى مماثلة في جميع أنحاء العالم. ونؤمن بأن النجاح النهائي لهذه المهمة سيفيد البشرية جمعاء على المدى الطويل.
