ومضة الأسحار
عبيدة علاش – المغرب
يا سائرافي خطوه يحتار
بين المدى فتشخصت أبصار
افش السلام على ضفاف مسافة
وعلى الأثير تزفك الأخبار
شبح الوبا في خفة مترصد
أنفاس نبض دأبه الابحار
فالزم خيامك حصننا في مأمن
بين العرا تجتاحك الأخطار
وانثر أريج الطيب فيه وقاية
من زهره تصفو لك الأنظار
تبا لجائحة تشن هجومها
قد حار فيها ليلنا ونهار
تسري بلا خجل وفيها نوبة
مجتاحة وكأنها الإعصار
كم تنفث السم الدفين بخلسة
في كل ركن طابت الأسفار
شبح الأسى فمن الشروق سينزوي
من فجرنا تتبلج الأنوار
وسماؤنا فيها انقشاع سحابة
من صبرنا تتماسك الأزرار
فلكم من العرفان عطر محبة
ولفكرنا كم زانه الأخيار
ودروبنا مأمونة في خطوها
ولأمننا وحماتنا الإكبار
في كل أروقة ترى لجنودنا
ترياقهم إذ بثه الأبرار
مثل الملاك وحرصهم متجذر
في جرأة وسبيلهم إصرار
من أجزل الإحسان فيه مروءة
متكافل في همة إيثار
فارفع إلى رب العلا متضرعا
من لطفه كم تنثني الأسوار
وارحم فقيرا أنهكت قسماته
منبوذة أوصاله تنهار
متلحف وجه السما في غربة
تجتره الأسقام والأسعار
فاخفض جناح الود تسم بنخوة
من جودك المبذول كم إعمار
لا تبتئس، فصباحنا إشراقة
من شمسنا تشدو لنا الأطيار
وانثر أريج البذل في نسماتنا
من طيبه دامت لك الآثار