“مدينة الأحلام” الترفيهية في الهند ستنافس ديزني لاند
بقلم براكريتي غوبتا
يتم قريبا افتتاح أول مدينة ترفيهية لبوليوود وعالم السينما الهندية، وذلك في مدينة غرغاون، التي تقع في ولاية هاريانا بشمال الهند، وهي أول مدينة ترفيهية بحجم مدينة ديزني لاند الأميركية تفتتح في الهند. وتشبه المدينة في بنائها قلعة ضخمة تطل على مبان أخرى. وتعتبر في مجملها أشبه بنموذج مصغر للهند بكل ما تحويه من عجائب.
تتسم المدينة في مظهرها بالفخامة والضخامة، وتبدو كما لو كانت مشهدا ينتمي إلى بوليوود. وتتميز المدينة عند المدخل بتمثال ضخم يصل طوله إلى 110 أقدام لبوذا وهو نائم، الذي يعد نموذجا للحظ الطيب، بجانب تماثيل لحوريات المياه وهن يسبحن في ينابيع مياه وبتلات ذهبية لزهرة اللوتس محلاة بمرايا شديدة الضآلة، ويبلغ ارتفاع البوابة 20 قدما، وتؤدي إلى قصر يطلق عليه «مدينة الأحلام» – الذي يعد أشبه بنافذة تطل على «هند جديدة» بكل ما تملكه من مخزونات، من موسيقى وأغان واستعراضات بوليوود، وفنون أدائية أخرى، ومسارح، وحرف يدوية، ومأكولات متميزة- مما جعل المكان برمته أول مدينة ترفيهية من هذا النوع.
بمجرد الولوج إلى داخل المدينة، ينتاب المرء شعور بأنه داخل استوديو أفلام في بوليوود، يجري بداخله تصوير أحداث فيلم كلاسيكي، بخلاف مجموعة من المفاجآت البصرية، هناك عناصر محددة تخطف أنظار الزائرين على نحو خاص، وبما تتميز به هذه العناصر من حجم وضخامة، فقد جرى تصميمها على نحو يتيح للزائر خوض تجربة هندية ساحرة ليس لها مثيل.
ويعكس «كلتشر غولي»، أحد أبرز معالم «مدينة الأحلام»، مزيجا من العناصر المكونة للتنوع الثقافي الهندي الفريد – في الواقع هو أشبه بكرنفال هندي يعج بالحركة يمكن تغطية جميع جوانبه في زيارة واحدة. ويمتد الطابع الفني الرائع إلى روعة التفاصيل المعمارية الموجودة بالمكان. بإيجاز، يضع «كلتشر غولي» الزائر في خضم عدد هائل من العناصر المميزة لأفلام ملحمية وأخرى تتناول حقبا بعينها.
الملاحظ أن النمط المعماري المبتكر والمعقد متعدد الطبقات، والتصميمات الهندية العبقرية أضفت على «مدينة الأحلام» و«كلتشر غولي» بعدا فريدا من نوعه. ويحمل المكان في مجمله عظمة التنوع المعماري المدمج والمتداخل على نحو رائع مع فنون هندية أدائية تقليدية وعناصر ترفيه، بجانب الموروث الثقافي الهندي الثري.
ويجسد المكان برمته تجربة ناجحة لعرض الثقافات الهندية المختلفة عبر 14 سرادقا، يخص كل منها واحدة من الولايات الهندية. ويحمل كل سرادق الطابع المميز للولاية التي يجسدها – مثلا يتميز سرادق البنجاب بعربات ملونة، والمركبات التي تجرها دراجات، وتستخدم كبديل لسيارات الأجرة، بينما يجري تمثيل مومباي عبر لافتات أفلام بوليوود والقطار الوطني ونموذج لحافلة «بيست». أما كيرالا فيجري تمثيلها عبر المنازل القائمة على قوارب، وتمثل راجاستان جرعة كبيرة من الألوان الملكية وهكذا.
وتضم «مدينة الأحلام» نماذج لـ«القلعة الحمراء» الموجودة بدلهي، والمنازل الموجودة على قوارب في كشمير.أما النماذج المقلدة من تماثيل «بوذا ستوباس» و«كاجوراهو»، فتشير إلى ولاية مادهيا براديش وتراثها المعماري الثري. وجرى تصوير غوا في صورتها البرتغالية التاريخية، ويجري تمثيل شرق الهند عبر أسام ونصيبها من أقداح الشاي التي تقدم داخل مقاه مصنوعة من خشب البامبو.
يذكر أن شركة «ساندرسنز» الهندية هي التي تولت وضع الأفكار والتصميمات التي تعتمد عليها الهياكل المعمارية بالمشروع. كما أسهم أومونغ كومار، المعروف بإخراجه الفني رفيع المستوى لعدد من أفلام بوليوود الناجحة مثل «ساواريا»، من خلال تولي تصميم الديكورات الداخلية للمكان وكيفية نقل الزائرين لعالم الخيال.
وعلق كومار، الذي تعاون مع زوجته فانيتا في هذا المشروع، على ذلك بقوله: «قليلا ما يطلب من المرء تصميم شيء من هذا القبيل ليراه الجميع. إن تصميم المشاهد الخاصة بالأفلام يغدو ويروح، مما يجعل من العسير على المشاهدين استيعاب فكرة الديكورات. لكن (مدينة الأحلام) صممت لتبقى. لقد كان من الرائع أن أصمم سرادقات تحمل تصميماتها الداخلية تفصيلات دقيقة تخص كل منها مكانا بعينه».
جدير بالذكر أن ما يصل إلى 300 فنان وحرفي من مناطق مختلفة من البلاد شاركوا في المدينة.
تفتح الأبواب للزائرين بين الواحدة مساء والواحدة صباحا طوال أيام الأسبوع (ما عدا الاثنين). وتبلغ تكلفة تذكرة الدخول 750 روبية للفرد، منها 600 روبية يمكن استردادها مقابل عدم تناول طعام.
المعروف أن «مدينة الأحلام» مملوكة لـ«غريت إنديان نوتانكي كومباني»، وهي مؤسسة مشتركة بين «ويزكرافت إنترناشونال إنترتينمنت» و«أبرا غروب أوف كومبانيز». وتصل القيمة الإجمالية للمشروع لما يزيد على ملياري روبية. ويسير المشروع على خطى برودواي، أو ربما كوفنت غاردن، من حيث ما يقدمه من عروض فنية مستمرة التي يمكن للجمهور الاختيار من بينها.
ويعد «كلتشر غولي» أشبه بجادة مكيفة الهواء منغلقة على نفسها، جرى تصميمها على نحو جعلها أشبه بمجمع مطاعم وسوق للمصنوعات اليدوية، بجانب عروض فنية بالشوارع. ويعتبر «كلتشر غولي» البالغة مساحته 48500 قدم مربع، بمثابة جوهرة معمارية، خاصة القبة الرائعة.
ومع دخولنا هذه الجادة الضخمة التي تشارك بها 14 ولاية، نتمكن من التعرف على لمحات من ثقافات هذه الولايات ومطابخها المختلفة، ويمكن للمرء داخل هذا المكان التمتع بالجو الساحر المميز للقصص الخرافية والأساطير، مع التمتع بجرعة كبيرة من الترفيه، وبإمكانه شراء بعض التذكارات المصنوعة يدويا، أو الاكتفاء بالتمتع بمشاهدة العروض الثقافية وارتياد المطاعم التي تقدم أطباقا تقليدية.ويمكن وصف «كلتشر غولي» بأنه أشبه بمعترك ثقافي هندي بما تضمه السرادقات الموجودة به من أذواق ومصنوعات يدوية، بل وخدمات تدليك (في سرادقي غوا وكيرالا). وتتوافر أمام الزائرين مجموعة واسعة من الخيارات تتيح لهم التمتع، مثلا، بتناول قدح من القهوة المميزة لجنوب الهند داخل «مقهى مادراس» الاستثنائي في تصميمه وخدماته، أو الخضوع للتدليك، كما لو كان يتمدد على شاطئ غوا، أو التسوق في شارع الموضة في مومباي، أو تعزيز الجانب الروحاني بشخصيته في «ميستيك سنتر» (المركز الصوفي)، كما يرحب «أسام تي هاوس» بجميع الزائرين، بمجموعة متنوعة من أنماط شاي الهند الشهير.وتحمل حانة في الطابق الأول تصميما مميزا ينتمي لدلهي قديما مع حبات الكريستال المتدلية من السقف، والستائر المخملية، والمقاعد ذات الخلفية المرتفعة المخصصة لإسناد الظهر إليها، وبها نقوش من الذهب. ويضم مطعم «لوكنو» قطع مرايات ذات ألوان ذهبية وخضراء لا يتجاوز حجمها نصف سنتيمتر منتشرة على الجدران والسقف، بجانب ثريا.
من جانبه، علق فيراف ساركاري، مدير «مدينة الأحلام»، الذي شارك بحماس في بناء هذا المكان، بقوله: «دارت الفكرة حول بناء مكان واحد يتيح التعرف على الهند بأكملها في زيارة واحدة. إنه مزار سياحي، ومنطقة يمكن للعائلات قضاء يوم بها، والتشبع بالطابع الثقافي المهيمن على المكان. نحن نرغب في جعل هذا المكان المحطة الأخيرة في صناعة الترفيه».جرى بناء «مدينة الأحلام» على مساحة تتجاوز 9 فدادين، وتضم ثلاث مناطق ترفيهية متميزة؛ «نوتانكي ماهال» و«مسرح شواشا» و«إيفا بوز كافيه»، التي يحمل كل منها طابعا مميزا. يعد «نوتانكي ماهال» أول مسرح متطور بتقنية رباعية الأبعاد في الهند، وهو مصمم لتقديم عروض تحبس الأنفاس، أشبه بعالم السحر. ومن المقرر افتتاح هذا المسرح في سبتمبر (أيلول).
أما «مسرح شوشا» فيضم مشكالا يعرض أشكال هندسية خلابة وتحمل ألوانا رائعة تحكي تاريخ الهند القديم وأساطيرها. ومن المقرر أن يفتتح أبوابه في أكتوبر (تشرين الأول). أما «إيفا بوز كافيه» فعبارة عن دور سينما فخمة تعرض مجموعة متنوعة من الأفلام الهندية. ومن المقرر أن يضم هذا المكان عروضا موسيقية ومؤتمرات صحافية تخص نجوم بوليوود وما إلى ذلك، بجانب ملابس تخص أفلاما وأحدث الأغاني.ومن بين الذين توافدوا على زيارة المكان بعض كبار مشاهير بوليوود، مثل مؤلف الأغاني جافيد أختار، والممثلين بريكيانا تشوبرا وفيفيك أوبروي وإيشا شارفاني وغوهار خان، ومصممة الملابس نيتا لولا، والمخرج آلان أمين.
ومن المقرر أن يقدم استعراض موسيقي كل ليلة بين 8.30 و10.45 مساء، ويتراوح سعر التذكرة بين 1500 و6000 روبية. وإذا كانت برفقتك مجموعة ضخمة من الأصدقاء، يمكن حجز المسرح بأكمله (أيام الاثنين).
يذكر أن «مسرح شوشا» يضم 250 مقعدا، وسيتضمن عروضا مسرحية تفاعلية، وبعض عروض برامج تلفزيون الواقع. ومن المنتظر أن يكون المسرح جاهزا في سبتمبر.
ويمكن إيجاز مشروع «مدينة الأحلام» في أنه جنة ترفيهية، ومزار هندي فريد من نوعه، من المتوقع أن يسهم في تعزيز السياحة الداخلية والخارجية.
واشاد تقرير نشرته المجلة التي يصدرها المجلس الهندي لرجال الاعمال والمهنيين في الشارقة بمتانة العلاقات التجارية والاقتصادية بين الهند ودول مجلس التعاون الخليجي واكد اهمية التجارة والتي تشكل حجر الاساس في تلك العلاقات والتي يتوقع لها ان تتعزز بتوقيع اتفاقية التجارة الحرة بين الهند ودول مجلس التعاون الخليجي والتي باتت في مراحلها الاخيرة حيث ان توقيع تلك الاتفاقية سوف يزيل الرسوم الضريبية على السلع والمنتجات المتبادلة بين الهند والبلدان الخليجية .
وتعرف الهند بكونها مصدرا مهما للانتاج الزراعي وقد ساهم مرونة السياسات التجارية في الهند في تعميق تلك الروابط التجارية كما ان تحرير قطاعات رئيسية في الهند كان مفيدا للدول التي تريد ان تصدر من الهند . وهناك العديد من السياسات والتي تساعد على تعميق تلك الروابط التجارية مثل ائتمان الصادرات وعوامل التحفيز الاخرى والتي قدمت للتجار الهنود .
ويعد النفط العامل الاهم في العلاقات الاقتصادية بين الهند والبلدان الخليجية ففي ظل النمو الاقتصادي السريع الذي تعيشه الهند تسارع معه الطلب الهندي على النفط ففي عام 2007 استهلكت الهند ما يقارب 8 .2 مليون برميل من النفط يوميا ليجعل ذلك الهند خامس اكبر مستهلك للنفط في العالم.
حيث ارتفع طلب الهند على النفط لما يقرب من 3ملايين برميل من النفط يوميا في عام 2008 في حين ان الهند تغطي 70% من احتياجاتها من الطاقة من خلال الاستيراد مما جعل دول مجلس التعاون الخليجي موردا رئيسيا للنفط بالنسبة للهند علاوة على تزايد طلب الاقتصاد الهندي على المنتجات الخليجية مثل البتروكيماويات والالمنيوم .فيما اضاف.
“الشرق الاوسط”