استكملت فاطمة شهبة بنت عبد الرؤوف، مخطوطة المصحف الشريف (نسخة خطية للقرآن الكريم) بصبر وتأن خلال فترة الإغلاق وذلك أثناء استقرارها في منزلها “الحمد” الواقع في مدينة كانور بكيرالا، الهند، وهي تدرس حاليًا التصميم الداخلي في معهد خاص بكيرالا، وتخرجت في المستوى العاشر من سلطنة عمان وواصلت الثانوية العالية في مدرسة مجلس الإسلام للبنات بمدينة كانور.
مخطوطات القرآن كانت سائدة قبل ظهور المطابع والطباعة الحديثة، كان هناك قسم يسمى الخطاطين للكتابة بهذه الطريقة. وكانوا يتناوبون لإنهاء المهمات الخاصة الكبيرة وأما الفتاة شهبة ختمت كتابة القرآن كاملاً لوحدها في سنة وشهرين أيام الإغلاق الكلي لجائحة كورونا.
ما يلي حوار مختصر أجراه مندوب بوابة الهندية الإخبارية مع الطالبة شهبة ووالدها عبد الرؤوف:
س: لو سمحت اذكري لي اسم الخطاط الذي تدربت على يديه الخط
ج : (ضاحكةً) أنا هندية ما كنت أعرف أن هناك فنا عظيما باسم الخط العربي، وكنت أخط نقوشا عربية كرسم، وكان والداي وأقربائي يشجعونني على ذلك، وخططت أن أدبج بيراعي المصحف الشريف وأقضي وقت فراغي بالجدية، وبدأت أكتب المصحف في ورق رسم كروكي وقلم رصاص عادي، وقلم رصاص لامع فقط وفي البداية كنت أكتب صفحتين أو ثلاثا فحسب وبدأت أكتب خمس صفحات في نهاية الأمر.
س: ما شاء الله همك قد أدى إلى إنجاز عمل كبير، هل كان عندك أي هواية كنت تعملينها وتتمتعين بها قبل الإغلاق ؟
ج: لا، ما كنت أحسن أي هواية إلا أنني كنت أرسم بعض النقوش والرسومات لأزين بها بيتي، وتشجعت أن أتولى هذه المهمة التي كنت أتوقع الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى
س: هل سبق لك أن تدرست اللغة العربية وعلومها من قبل؟
ج: لا والله ولا أعرف اللغة العربية إلا قليلاً، درستها في الثانوية كلغة ثانية في مدرسة هندية يديرها الهنود بخابورة بسلطنة عمان حيث تسكن أسرتي منذ سنوات، وليست لي علم سابق بها إلا أني كنت أقرأ القرآن تبركا ونويت أن أنتهز من فرصة إغلاق الكلية وإغلاق البلاد فصارت النقمة نعمة!
س: أي المصاحف كنت تعتمدين عليه للتلاوة والكتابة، هل هناك مصحف خاص بك ؟
ج: نعم، هو المصحف العادي الموزع من المملكة العربية السعودية الذي يتلوه كل أهلي ويفضلونه على الأخرى من النسخ لأن خطه جميل والقراءة فيه أسهل، وأسماء الله تعالى مكبرة ومكتوبة بلون أحمر.
س: ما هي أمنيتك في المستقبل؟
ج: بكوني طالبة في التصميم الداخلي، أنوي أن أزين بلاط بيوتات المسلمين بلوحات قرآنية ونقوش عربية وأدعية مأثورة حتى نعتز بتراثنا وكذلك خطة لدراسة الخطوط العربية من خطاط محنك محترف.
سؤال موجه إلى أبيها عبد الرؤوف: كيف كان اهتمامك بتربية بناتك في وقت كان أولادنا بنين وبنات يقضون معظم أوقاتهم في الجوالات والأجهزة الذكية ولا يعطون للوقت أي أهمية؟
ج: أولا وقبل كل شيء كنت أدعو الله أن يكون أولادي صالحين يدخلون الجنة، وما كنت أمنعهم من الجوالات لأن الدراسة تجري عن طريقها في هذه الأيام، ولكني وضعت له أوقات الدراسة فحسب وأما المدة ما بين صلاة المغرب والعشاء كنت أعوّدهم على تلاوة القرآن لعل هذا أوصل بنتي للانتهاز من الوقت بالإبداعية، وكنت أشتري كل مقتضياتها من القرطاسيات المستلزمة في أوانها. وأدعو الله أن يبارك في كل أبنائنا وبناتنا وأن يكونوا ذخرا لنا في الدنيا والآخرة.