في يوم الأحد الموافق 20 أكتوبر 2024، خرجنا في رحلة مميزة إلى مدينة ميسور بصحبة جماعة من موظفي الجامعة الإسلامية بشانتابرم. كانت هذه الرحلة ضمن برنامج “خروج يوم”، بعد نهاية الفصل الدراسي الأول من السنة الدراسية، وقد شارك في الرحلة 44 فردًا من الأساتذة وموظفي الجامعة وغيرهم.
بدأت رحلتنا في الساعة الثانية بعد منتصف الليل من مقر الجامعة، متجهين نحو مدينة ميسور المعروفة بتاريخها العريق ومعالمها السياحية البارزة. ميسور، التي تم تغيير اسمها مؤخرًا إلى ميسورو، هي ثاني أكبر مدينة في ولاية كارناتاكا في الهند، وهي أيضاً المقر الرئيسي لمقاطعة ميسور، وتبعد عن بنغالور 146 كم. الاسم ميسور يعني “مقام ماهيشا”، في إشارة إلى شيطان أسطوري في الهندوسية يُدعى “ماهيشاسورا”، تصل مساحة المدينة إلى حوالي 128.42 كم²، وليست كما قد يدل مدلولها العربي!
قمنا بزيارة العديد من المواقع التاريخية في المدينة، حيث استمتعنا بالتعرف على الثقافة والتراث المميزين لهذه المنطقة الواقعة في جنوب الهند.
استغرقت الرحلة يومًا واحدًا، وكانت مليئة بالأنشطة والتفاعل بين المشاركين، مما أضفى على الرحلة جوًا من الألفة والتعاون. كانت هذه الرحلة فرصة رائعة للتواصل وتبادل الأفكار بين الأساتذة والموظفين في جو من الاسترخاء والاستمتاع بجمال الطبيعة والمعالم التاريخية. كان من بين الأنشطة التي قمنا بها مساجلة شعرية متعددة اللغات وسرد القصص والروايات، بالإضافة إلى الفكاهات والأغاني.
خلال رحلتنا الاستكشافية إلى مدينة ميسور الساحرة، استمتعنا بيوم لا يُنسى في استكشاف معالمها التاريخية والثقافية. المدينة تُعرف بألقاب عديدة مثل “مدينة القصور” و”مدينة الحدائق”، قدمت لنا تجربة غنية بالتاريخ والثقافة والجمال الطبيعي ومن أبرز المعالم التي قمنا بزيارتها:
1- حديقة حيوانات ميسور (حدائق شري تشاماراجيندرا الحيوانية): تأسست في عام 1892 وتعد من أقدم وأفضل حدائق الحيوان في الهند، تضم هذه الحديقة مجموعة متنوعة من الحيوانات النادرة مثل النمر الأبيض، والفيل الأفريقي. تشتهر بجهودها في الحفاظ على الأنواع المهددة وتوفر بيئات محاكية للحيوانات، وهي وجهة مميزة للعائلات بفضل موقعها القريب من قصر ميسور.
2- قصر ميسور (أمبا فيلاس): قصر تاريخي ومقر إقامة ملكي، وهو أحد المعالم البارزة في ميسور، يتميز بعمارة هندية-ساراكينيّة، تجمع بين الأساليب الهندوسية والمغولية والراجبوتية والقوطية. بُني القصر الحالي في عام 1912م، ويُضاء كل مساء بحوالي 100,000 مصباح، مما يجعله منظرًا رائعًا. كان القصر قديما مقر الإقامة الرسمي لسلالة واديار الهندوسية ومقر حكم مملكة ميسور.
3- حدائق بريندافان: تقع على بعد 12 كيلومترًا من ميسور بجوار سد كريشناراجاساجارا على نهر كافيري، تأسست الحديقة في عام 1932م، وتشتهر بعروض النافورة الموسيقية والإضاءة التي تقام كل مساء، حيث تتناغم الأضواء الملونة مع الموسيقى لتقديم تجربة ساحرة.
بعد زيارة هذه المعالم الرائعة، قضينا وقتًا في الاسرخاء وسط الطبيعة الخلابة، شاهدنا الحيوانات والتماثيل، واستمتعنا بالمساحات الخضراء الواسعة، كما تجولنا في المدينة للتعرف على تاريخها وثقافتها من خلال المعروضات المختلفة.
الانطباعات: ميسور مدينة ساحرة تجمع بين تاريخ غني وثقافة متنوعة، فقصر ميسور هو بلا شك جوهرة المدينة، لكنها تحتوي أيضًا على العديد من المعالم الأخرى التي تستحق الزيارة، نوصي بزيارتها خلال فصل الشتاء (نوفمبر إلى فبراير) للاستمتاع بالطقس المعتدل.
بشكل عام، كانت رحلتنا إلى ميسور تجربة لا تُنسى، ننصح بشدة بزيارة هذه المدينة الجميلة والغنية بالتاريخ والثقافة.
