الوحدة والرحمة: نجاح جهود كيرالا الجماعية لتحرير عبد الرحيم من السجن السعودي

هذه هي القصة الحقيقية لولاية كيرالا، التي أدهشت العالم مرة أخرى بعد الفيضانات المدمرة في عام 2018م. جاءت هذه الدهشة من خلال الجهود المذهلة التي بذلها شعبها، مما أدى إلى إطلاق سراح السيد عبد الرحيم الذي كان محكومًا عليه بالإعدام في إحدى السجون السعودية.

عبد الرحيم، الذي ينحدر من مدينة فاروق بمقاطعة كالكوت، قضى 18 عامًا في سجن بالرياض. الحادث الذي أدى إلى قضيته وقع في الرابع والعشرين من ديسمبر عام 2006م. وصل عبد الرحيم إلى المملكة العربية السعودية بتأشيرة سائق، وكانت مهمته الأساسية رعاية ابن كفيله فايز، الذي كان يعاني من شلل من الرقبة فما دون. فايز، الذي كان في الخامسة عشرة من عمره، كان يتناول طعامه ويشرب الماء من خلال جهاز خاص مُثبت على عنقه، وفي أحد الأيام، وأثناء نقل فايز بالسيارة، لمست يد عبد الرحيم بطريق الخطأ الجهاز المُثبت على عنق الفتى، مما أدى إلى فقدان فايز لوعيه ووفاته لاحقًا.

تم اعتقال عبد الرحيم وتوجيه تهمة القتل إليه من قبل الشرطة، وأصدرت محكمة الرياض حكمًا بالإعدام عليه، وقد أيدت محاكم الاستئناف هذا الحكم، مما جعل عبد الرحيم يواجه المشنقة دون أي خيارات أخرى. على الرغم من الجهود المبذولة للتواصل مع عائلة الفتى المتوفى على مستوى رفيع، إلا أنهم لم يكونوا مستعدين للعفو عنه. وفي نهاية المطاف، طالبت العائلة بتعويض قدره 34 كرور روبية (ما يعادل تقريباً 4,080,000 دولار أمريكي) كشرط للعفو، مما منح عبد الرحيم بصيصًا جديدًا من الأمل.

في تيروفانانثابورام، أثنى كبير الوزراء بينارايي فيجايان على نبل أهالي كيرالا، الذين تبرعوا بمبلغ 34 كرور روبية لإطلاق سراح السيد عبد الرحيم، وقد عبّر عن شكره لجميع سكان كيرالا من خلال منشور على فيسبوك.

“من خلال إنقاذ حياة إنسان ومسح دموع أسرته، قدم شعبنا مثالًا براقًا للتعاطف الإنساني، هذه هي القصة الحقيقية لكيرالا بخلاف ما يروج بعض الفاشيين من الافترائات والأكاذيب بهدف زعزعة تعايشنا الديني في الولاية”، كما شاركها بينارايي فيجايان على فيسبوك.

“هذه شهادة على وحدة الإنسانية التي تفخر كيرالا بإعلانها أمام العالم، نهنئ الجميع بامتنان عميق لهذا الهدف الذي أثار فخر كيرالا. إن مشاركة المغتربين المالاياليين في هذا الجهد محل تقدير، وبمزيد من الإيمان في هذه الوحدة، لنتقدم معًا بقلب واحد”، هكذا ختم كبير الوزراء منشوره على فيسبوك.

تغمر مشاعر الفرح عائلة عبد الرحيم لأنها تمكنت من جمع المبالغ اللازمة لإطلاق سراحه بمساعدة شعب كيرالا المتعاطف، وقالت والدته: “أشكر ولاية كيرالا بأسرها على هذا التراحم الذي لا مثيل له، ولكن سعادتي لن تكتمل حتى أرى ابني عبد الرحيم يعود إلى بيتنا”. كانت الأم تصوم دعاءً لسلامته، وكذلك كان عبد الرحيم يلتزم بالصيام أيضًا. لقد أعرب عبد الرحيم عن دهشته عندما سمع أنه تم بالفعل جمع مبلغ 34 كرور روبية لإطلاق سراحه، وهو يشعر بسعادة عارمة لا توصف، كما عبرت العائلة عن بالغ شكرها وامتنانها لكل من ساهم ووقف إلى جانبهم في سعيهم لإطلاق سراح عبد الرحيم.

ومن جانب آخر في مدينة كوتشي، شارك السيد بوبي شيمانور، في إنهاء حملة جمع التبرعات لإطلاق سراح السيد عبد الرحيم، حيث قال إنه كانت هناك ثقة بين المالاياليين بأنه سيتم التغلب على التحدي، وقد تم إثباته.

تكللت حملة جمع التبرعات لإطلاق سراح السيد عبد الرحيم بالنجاح اليوم، وأعلمت اللجنة بأنه لا يجب إيداع المزيد من الأموال في الحساب، وأنه سيتم تسليم الصندوق المخصص لإطلاق سراح السيد عبد الرحمن إلى السفارة الهندية ليستفيد منه العائلة السعودية.