على امتداد أعوام عديدة كانت الهند تتمنى أن تحصل على ميدالية ذهبية في ألعاب القوى الأولمبية، ولكن قد استحال منالها على كل من ميلغا سينغ، وبي تي أوشا، رغم صلوات وأمنيات أهل الهند. وأخيرا قد حققت الهند هذه الأمنية الكبيرة، من خلال فوز نيراج تشوبرا في رمي الرمح بالميدالية الذهبية، حتى رفرفت راية الهند مع أنشودتها الوطنية في استاد ألعاب القوى الأولمبية أمام العالم بأسره.
أصبح نيراج تشوبرا البالغ من عمره ثلاثة وعشرين عاما، بطلا ونجما حقيقيا في بلاد الهند بعد رجوعه بالميدالية الذهبية. حيث يعتبر أول منتخب هندي نال ميدالية ذهبية في سباقات المضمار والميدان بعد أكثر من قرن بفوزه في سباق رمي الرمح في طوكيو. علاوة على ذلك قد عاد الفريق الهندي الأولمبي من طوكيوا مكتسبا فضيتين وأربع برونزيات، ما يعتبر أفضل إحراز من حيث الحصول على الميداليات في تاريخ مشاركة الهند في أولمبياد.
وبعد فوزه التاريخي، أعلنت الحكومة الهندية جائزة كبرى لنيراج تشوبرا، بالإضافة إلى جوائز عديدة من ولايته هاريانا والمؤسسات مثل مجلس مراقبة لعبة الكريكيت في الهند (BCCI)، وتشيناي سوبر كينغز ( CSK)، والشركات الخاصة، حيث بلغ مبلغ الجوائز له ملايين الدولارات. وعلى الرغم من احتفالات الحكومة الهندية وفرح رؤسائهم، قد نشأ هذا الشاب الرياضي في أسرة زراعية عادية ونال كل هذه الإنجازات بعزيمته وجهوده المستمرة بدون دعم من المؤسسات الرياضية الهندية.
في الحقيقة مع استعداد الرياضيين في الهند للمهرجان الرياضي العالمي في مخيمات التدريب، والتي تفتقر إلى التسهيلات الأساسية مثل الوجبات الغذائية الصحية، يجب علينا أن نذكر المدرب الاسترالي والمدرب الألماني أصاحب الأرقام القياسية العالمية اللذان دربا نيراج تشوبرا للرمي إلى الذهبية في الأولمبياد. كان أحد مدربيه غاري كالفيرت ترك منصبه حيث لم يستطع تحمل الاستهزاء به. وأما مدربه الحالي أوي هون فاستمر في تحمّل الآلام والاستهزاء بقوة روحه الرياضية وعزيمته القوية لتطوير قدرة نيراج على الرمي حتى ولو لم يحصل على راتب معهود وتسهيلات موعودة من الحكومة الهندية. في الواقع، الهند تُهزم في السباقات الرياضية العالمية نتيجة لإهمالها الرياضيين وتدريبهم بالشكل المطلوب وليس بسبب عدم توفر الرياضيين وقوتهم.
كما لعبت وسائل الإعلام الهندية دورا كبيرا في خلق الرأي العام عن الرياضة، الأمر الذي أدى إلى الاهتمام بلعبة الكريكيت اهتماما مبالغا، وإهمال الرياضات الاخرى وعدم تشجيع الرياضيين في مجالات عديدة مثل الدول المتطورة.
كما نفرح في فوز فريق الهوكي الهندي للرجال بالبرونزية، من ضمنهم حارس المرمى سريجيش من ولاية كيرالا ولكن لم تكن هناك رعاة لفريق الهوكي مع أنه يعرف بالرياضة الوطنية للهند. ولو لم يُظهر رئيس وزراء أوديشا، نافين باتنايك رغبته في رعاية فريق الهوكي للرجال والنساء لما استطاعوا من تحقيق هذا النجاح.
على الهند تعيين الخبراء الأوفياء والمدربين في مناصب رياضية من أجل تحسين وضعها الرياضي أمام العالم، وذلك مع عزل بعض الزعماء السياسيين وأصحاب المصلحة عن المناصب الرياضية المهمة، ولكن هذا الأمر لن يكون مهمة سهلة مثل تغيير أسماء الجوائز إلى الرموز الهندوسية.
نستطيع أن نرفع رايتنا ونغني أنشودتنا الوطنية في استاد أولمبياد مرارا وتكرارا مثل الدول المتطورة إذا قمنا بتدريب الشباب الموهوبين، ورعاية فرقنا الرياضية في جميع مجالات الألعاب حتى نبني مجتمعا صحيا عقليا وجسديا بدلا من خلق بيئة الكراهية بين الأحزاب الدينية والسياسية.