Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
طقس

الأستاذ الدكتور محي الدين الألوائي الهندي الأزهري

الأستاذ الدكتور محي الدين الألوائي، هو أحد علماء الأزهر من أبناء الأمة الاسلامية في الهند، ولد بقرية “وليتناد ّ بالقرب من مدينة “الواي ” بولاية كيرالا بجنوب الهند، التي هي أول بقعة أشرقت بنور الاسلام في القارة الهندية، وكانت ولادته في اليوم الأول من شهر يونيو سنة 1925م .
تلقى مبادئ العلوم الدينية واللغة العربية لدى والده الشيخ مقار المولوي، الذي كان علاما فاضلا، وواعظا دينيا، ثم واصل دراسته في المعاهد الاسلامية الكبرى في ولاية كيرالا.
حصل على شهادة “المولوي الفاضل” في العلوم الاسلامية من كلية “الباقيات الصالحات” بولاية مدراس بالهند، ونال شهادة “أفضل العلماء” في اللغة العربية وآدابها من جامعة مدراس الحكومية بالهند سنة 1949م، ثم عين أستاذا بكلية “روضة العلوم” بولاية كيرالا.
ثم رحل الى القاهرة ليدرس بالأزهر، فحصل على شهادة “العالمية مع الاجازة” بقسم الوعظ والارشاد من كلية أصول الدين عام 1953م، وأثناء اقامته بمصر كان يقوم بنشاطات علمية وأدبية، وأحرز خبرة واسعة في مجال الخدمة الاسلامية والشئون التربوية في هذه المنطقة من العالم. اتصل في تلك الفترة بالحركة الاسلامية بمصر، وكتب في مجلاتها واصداراتها.
بعد عودته الى وطنه عمل مذيعا في القسم العربي باذاعة الهند بدلهي، وكان في نفس الوقت يواصل نشاطه العلمي والأدبي في مجلس الهند للروابط الثقافية وأكاديميات الآداب الهندية، من التأليف والكتابة والترجمة، الى جانب جهوده المتواصلة لنشر العلوم الاسلامية واللغة العربية وخدمة الدعوة الاسلامية بين بني وطنه.

مرة أخرى عاد الى القاهرة في عام 1963م، ومعه أسرته لاحراز مزيدا من التجارب العلمية في مجال الفكر الاسلامي ولتكوين أسرة هندية مثقفة بثقافة عربية اسلامية لتكون عونا في سبيل خدمة الاسلام واللغة العربية في المجتمع الهندي.
انتدب لتدريس مادة “الدراسات الاسلامية” باللغة الانجليزية ببعض كليات الأزهر، وكانت هذه أول مرة في تاريخ الأزهر تدرس فيه العلوم الاسلامية باللغات الأجنبية، وكان الهدف من ذلك تمكين الطالب من شرح الاسلام كما يجب في البلاد الناطقة باللغة الانجليزية، واختير أيضا محررا للقسم الانجليزي بمجلة “الأزهر” وعضوا في لجنة الامتحانات، لاختيار مبعوثي الأزهر في الفترة من 1964م، الى 1967م.
وفي عام 1970م، عين رئيسا لتحرير مجلة “صوت الهند” الصادرة عن سفارة الهند بالقاهرة.
نال درجة الدكتوراه عام 1971م، مع مرتبة الشرف من قسم الدعوة بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، عن رسالة تقدم بها عن “الدعوة الاسلامية وتطوراتها في شبه القارة الهندية”، وكانت أول رسالة علمية جامعية تقدم في هذا الموضوع باللغة العربية.
عمل مدرسا بالجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة من 1977م، الى 1984م بشعبة اللغة العربية وكلية الدعوة. وخلال هذه الفترة شارك في عدد من الدورات التعليمية التي أقيمت في الفلبين والباكستان وغينيا.
عمل محررا للصفحة الاسلامية بجريدة “الخليج اليوم ” بقطر من 1985م، الى 1989م .
رجع الدكتور محي الدين الى بلده مرة أخرى سنة 1989م، وعمل مديرا لمركز البحوث وتدريب المعلمين “بشانبورم”، ثم عمل مديرا لكلية الدعوة التابعة للجماعة الاسلامية الهندية.
في 1990م، أسس كلية “أزهر العلوم” الاسلامية بالقرب من بلدته ألواي في وسط كيرالا. والهدف من هذه الكلية هو تخريج علماء محققين قادرين على توجيه وقيادة الأمة.
استمرت مساهماته الأدبية في مختلف المجلات والصحف في كيرالا، وعمل كأستاذ زائر في عدد من الكليات والمعاهد. وضمن محاولة لاصدار مجلة عربية من كيرالا أشرف على تحرير مجلة “الميزان” ولكن لم يكتب لها الاستمرار.
كان عضوا في عدد من الجمعيات واللجان، وكان محل احترام مختلف الجماعات والأحزاب نظرا لاستقلاليته وحياده. وكون لجنة ” وحدة المسلمين” في محاولة لتوحيد مواقف المسلمين تجاه التحديات التي تواجههم.
توفي الدكتور محي الدين الألوائي في 23 يوليو 1996م اثر أزمة قلبية، تاركا وراءه زوجته أمينة بيوي، وابنته الدكتورة منيره وابنه المهندس جمال، وعددا كبيرا من أبنائه الطلبة ومحبيه ورفقائه.

لقد كانت حياة محي الدين الألوائي مخصصة لخدمة الدعوة الاسلامية واللغة العربية ومحاولة جادة لتوثيق الروابط بين العالم العربي والهند.

الأعمال والمناصب

  1. مدرس في كلية روضة العلوم الاسلامية – كاليكوت – الهند.
  2. محاضر في كلية الطب وكلية البنات بجامعة الأزهر – القاهرة – مصر.
  3. مذيع في اذاعة عموم الهند – دلهي – الهند.
  4. محرر القسم الانجليزي لمجلة الأزهر – القاهرة – مصر.
  5. رئيس التحرير لمجلة صوت الهند –الصادرة من السفارة الهندية – القاهرة – مصر.
  6. أستاذ مساعد بكلية الدعوة ومعهد اللغة العربية – الجامعة الاسلايمة – المدينة المنورة – السعودية.
  7. محرر الصفحة الاسلامية في جريدة الخليج اليوم – الدوحة – قطر.
  8. مدير مركز التدريب والبحوث الاسلامية – شانبورم – كيرالا – الهند.
  9. مدير كلية الدعوة – كاليكوت – كيرالا – الهند.
  10. رئيسي مجلس الادارة كلية أزهر العلوم الاسلامية – الواي –كيرالا – الهند.

المجلات والصحف التي كتب بها

  1. ماتربهومي (مليبارية ) – كيرالا – الهند.
  2. مجلة البحوث (عربية ) – القاهرة – مصر.
  3. منبر الاسلام (عربية) – القاهرة – مصر.
  4. صوت الشرق( عربية) – القاهرة – مصر.
  5. صوت الهند (عربية) – القاهرة – مصر.
  6. مجلة الأزهر (القسم الانجليزي) – القاهرة – مصر.
  7. مجلة الجامعة الاسلامية (القسم الانجليزي) – المدينة المنورة – السعودية.
  8. جريدة الخليج اليوم ( عربية ) – الدوحة – قطر.
  9. بربودانام (مليبارية) – كيرالا – الهند.

قالوا عنه:

الدكتورة منيرة محي الدين الألوائي
ابنة الدكتور

حقائق اليوم هي أحلام الأمس، وأحلام اليوم هي حقائق الغد، وأزهر العلوم اليوم يقف بيننا شاهدا على ذلك. فقد كان حلما من أحلام الدكتور محي الدين – رحمه الله – أعانه على تحقيقه نخبة من رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فأرادوا به أن يكون منبرا من المنابر لنشر دعوة الاسلام ولغة القرآن مجاريا متطلبات العصر في أول بقعة أشرقت بنور الاسلام في شبه القارة الهندية.
وعندما ألقى الدكتور محي الدين حجر الأساس لهذا المنبر منذ عشر سنوات، إنما كان يترك بصمته على الأرض خاتما بذلك حياة حافلة بالحل والترحال في سبيل العلم وخدمة الاسلام ولغة القرآن.
بدأت رحلة حياته من هذه البقعة قرابة نصف قرن مضى. نشأ في أسرة بسيطة لوالد محدود القدرات المادية والعلمية، فقد أمه في سن مبكرة. وكان أكبر اخوانه. ترعرع في أجواء عسيرة حتى أتم تعليمه المدرسي وتغرب في أنحاء البلاد لتحصيل العلم ولاثبات وجوده بما من الله عليه من نعمة الوجود. وكما كانت تزيد حصيلته من الدرجات العلمية فكذا كانت تتبلور معالم طريقه ومنهجه في الحياة الذي اختاره لنفسه.
حط في محطة من محطات رحلته لتكوين أسرة تكون له ونسا وخلفا، واستقر وهلة في بقاع الوطن يسعى لتأمين رزق هذه الأسرة ومستقبلها. وكان يعلم في قرارة نفسه أن ما هذه الا وقفة يتحرى فيها الفرصة ليواصل رحلته في طلب العلم. وهكذا عندما سنحت له هذه الفرصة رحل هذه المرة عبر البحار حاملا معه أسرته الى مستقبل مجهول معالمه، ولكن مرسوم حدوده وأهدافه. وكان متاعه في هذا السفر مخزون كبير من الثقة بالعناية الالهية لمن سلك درب العلم قاصدا منهجه. وتتوالي الأعوام ويمضي الدكتور محي الدين مجدا مكافحا، يحصل على أعلى الشهادات باللغة التي عشقها، ألا وهي لغة القرآن، ويرسخ في أسرته دعائم الاسلام والايمان والاجتهاد.
ركن مرة أخرى في محطة من محطات سفره في ربوع البلاد العربية لبضع سنين حتى يؤدي أمانته تجاه ولديه ويوفر لهما فرص التعلم والتثقف دون أن يبخس من حقهما في الاغتراف من مناهل العلم والمعرفة حتى اطمأن على أنهما بدءا يخطوان خطوات ثابته في المجال العلمي والأسري حسبما قدره الله لكل منهما.
حينئذ توجه عائدا الى موطنه والبقعة التي بدأ منها هذه الرحلة، وقد نضج فكره وامتلات جوانبه بحصيلة من العلم والخبرة والتجارب. فأراد أن يكرس ما بقي له من عمره في نشر ما حباه الله عليه من علم ومعرفة في مجال الدعوة الاسلامية وذلك بالقلم واللسان والفعل الى أن لبى نداء ربه.
كانت هذه نبذه سريعة عن رحلة دامت قرابة 70 عاما في سطور محدودة لم أتطرق خلالها لتفاصيل الأزمنة والأمكنة، ومن أراد أن يقتفي أثر والدي، سيجده فيما خلفه من ذكريات خلال كتاباته وصوره.
أدوار شتى لعبها خلا هذه الرحلة، حاول جاهدا في كل منها أن يؤديها بصدق وأمانة :
فكان الابن البار لوالديه، رغم أنه لم ينعم بدفئهما طويلا، يتذكرهما بالحنان والمعروف وموصلا لرحمه.
كان طالب علم مجتهد يتتبع موارده قدر استطاعته وامكانياته وأثبت به ذاته.
كان رب أسرة عطوف، كانت لها الصدارة في قلبه وخططه وطموحاته، جعلها دائما الى جانبه لتكبر وتتصقل معه بمرور الأيام وتكون امتدادا له بمشيئة رب العالمين.
كان أستاذا كريما جمع في هيبته كمعلم بين الحزم واللين والجدية والمزاح. أما الغلظة والتعسير لم تكونا من شيمته مع طلابه أو غيرهم.
لم يكن داعية دوى صوته المنابر ولا كاتبا أحدثت كلماته تيارات في عالم الأدب ولا مفكرا فجرت أفكاره ثورة في عالم الفكر ولا زعيم حزب ولا قائد حركة … ولكنه دعا وفكر وكتب وجعل الاسلام نمط حياته بطريقته التي تميزت بالهدوء والتواضع. ورؤية الأمور سواء الدنيوية أو العقائدية بطريقة عقلانية منبسطة، مبشرا غير منفر . وجاهد ليكون من الذين قال فيهم عز وجل “… وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما …” فمر على الدنيا مرور الكرام واستظل بظلال القرآن وسلك فيها مناهج الدعاة. !!!
قطر – 2000م.


أحمد حسن الباقوري
مدير جامعة الأزهر ووزيرالأوقاف المصري السابق
فقد أسعدني رسالتك بشيرا بأنك آثرت جوار رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، على جوار آل بيته الكريم في القاهرة المعزية.
ومما يضاعف سعادتي أن أبناءنا في الجامعة الاسلامية في المدينة سوف ينتفعون منك بخلق رضي وعلم غزير ومعرفة بسائر جوانب العالم الاسلامي، تعين كل من يستمتع بها على الانتفاع بالدعوة الى الاسلام في مختلف الآفاق.
فسلام عليك وعلى آل بيتك الطيبين والله يتولانا جميعا بما فيه الخير العاجل والآجل … انه سميع مجيب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى