Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
السنيما

داخل عقلية الشرير: حوار مع ريك آبي عن دوره في ”حياة الماعز”

في هذه المقابلة الحصرية، نجلس مع أحد أبرز نجوم السينما الذي جذب الأنظار مؤخرًا بدوره الاستثنائي كشرير في فيلم “حياة الماعز” المالايالامي . نلتقي مع ريك آبي، لنتحدث معه عن رحلته في تجسيد شخصية معقدة، وعن تجربته في العمل مع فريق الفيلم المميز. في هذه المحادثة، يشاركنا ريك رؤاه العميقة حول التحديات التي واجهها، والأفكار التي قادته في أداء هذا الدور الذي حظي بإشادة واسعة من النقاد والجماهير على حد سواء. نقدم لكم هذه المقابلة التي أجرتها ربينة ياسمين، حيث تأخذنا في رحلة خلف الكواليس لنكتشف كيف تم صنع هذا الأداء المدهش.

ريك آبي هو ممثل سوداني يتمتع بخبرة واسعة في السينما والتلفزيون والمسرح وأعمال التعليق الصوتي. يتحدث عدة لغات بطلاقة، بما في ذلك العربية والإنجليزية، ويملك مجموعة متنوعة من اللهجات واللكنات، مما يجعله مؤدياً متعدد المواهب. يتمتع ريك بطول 180 سم وبنية رياضية، مما يجعله مناسبًا لأدوار متنوعة، خاصة في أفلام الحركة والدراما.

شارك ريك في العديد من ورش التمثيل، بما في ذلك تلك التي أدارها مرشحون لجوائز الأوسكار ومحترفون في الصناعة في دبي وأبو ظبي. وقد سمحت له تدريباته بالتمثيل في مجموعة واسعة من الأعمال، من المسرح إلى الأفلام القصيرة والأفلام الطويلة، حيث أدى أدواراً رئيسية وأخرى داعمة.

تم الاعتراف بعمل ريك في مهرجانات سينمائية دولية، حيث حصل على جوائز عن أدائه. بالإضافة إلى ذلك، قام بتقديم أصوات لشخصيات في مسلسلات رسوم متحركة وإعلانات تجارية، مما يظهر موهبته في الأدوار التمثيلية والتعليق الصوتي على حد سواء. يقيم ريك في أبو ظبي، ويواصل المساهمة في صناعة الترفيه من خلال مجموعته المتنوعة من المهارات وخبرته الواسعة عبر مختلف وسائل الإعلام.

1. كيف استعددت لدورك كشرير في فيلم “حياة الماعز”؟ ما الذي ألهم أدائك؟

بدايةً، كل شيء يبدأ بالنص. فهم دوافع بنيامين وبلسي لشخصية جاسر كان هو دافعي. كنت بحاجة إلى بناء قناعة قوية، وهذا لا يحدث إلا عندما أتواصل حقًا مع جاسر وأجد التعاطف معه.

ثم قمنا ببناء تاريخه، والذي في النص الأصلي يشمل رهابًا من البرق. تطوير هذا الرهاب خدم غرضين: تعزيز قناعة جاسر وتعميق تعاطف الجمهور معه. في أحد المشاهد المحورية، تقوم الشرطة بمداهمة جاسر وعائلته في عملية مداهمة. عمه، الكفيل، يحاول تضليل الشرطة عن طريق إخفاء المخدرات الرياضية، تحديدًا عقار الكابتاجون، في شاحنته. في هذه الأثناء، ومع مطاردة الشرطة لعمه، كان جاسر مع والدته ووالده في الشاحنة، يفقد السيطرة خلال ليلة ممطرة وعاصفة مليئة بالرعد.

يُلقى جاسر من الشاحنة، وعندما يقف، يدرك أن والديه محاصران تحت المركبة المحطمة، مع تسرب الغاز من الخزان. متجمدًا من الخوف، يشاهد جاسر البرق يضرب مرة أخرى، ويشعل الغاز، مما يؤدي إلى مقتل والديه. يعتقد جاسر أنه أهدر تضحية عمه دون جدوى، مما يجعله يشعر بالذنب تجاه عائلته وقبيلته. يصاب جاسر بشعور بالذنب لأنه نجا بينما مات والداه. في الواقع، حتى لو حاول إنقاذ والديه، كان يعلم أنه سيموت أيضًا. لهذا السبب يتحول دفاع جاسر إلى الغضب، ويبدأ في التعويض المفرط عن شعوره بأنه لم يفِ بما يجب.

كلما طلب عمه منه شيئًا، لم يتردد جاسر في فعله، فهو يشعر دائمًا بأنه مدين لعمه وقبيلته بسبب صدمته، رغم أنه شخص طيب في الأساس. هنا تأتي الذاكرة العضلية، التي تعتمد على الجوانب الجسدية. بمساعدة مدير الموقع، الشيخ عيد (أبو جاسر)، وقبيلته، بالإضافة إلى التنسيق مع هيئة الأفلام الملكية الأردنية والدكتور الشريف محمد، تمكنت من تعديل لهجة جاسر وتفاصيل تصرفاته. قمت بالبحث والمراقبة لكيفية عيش أهل الصحراء وتحركاتهم، وكل ذلك ساهم في إحياء شخصية جاسر.

2. كيف كانت تجربتك في العمل مع المخرج وبقية الطاقم؟ هل لديك أي لحظات لا تُنسى من التصوير؟

بلسي حقًا يجسد اسمه—عليك أن تراه لتصدقه. إنه مصدر إلهام، رعاية، وعالم لديه دائمًا شيء ليعلمه. العمل مع بريثيوراج كان تجربة استثنائية. موهبته الفريدة في الدخول في الشخصية، والبقاء فيها، ثم الخروج منها كانت مذهلة للغاية.

جوكل لم يتغير أبدًا؛ لا يزال هو الروح المبهجة والمحبة ذات العينين اللامعتين التي كان عليها دائمًا. يذهب دائمًا إلى ما بعد الحدود، وما زلت أنتظر إعادة مباراة اللودو—لقد هزم معظمنا في الطاقم، لكنني كنت قريبًا من الفوز! جوكل، أنا هنا وأنا جاهز لتلك المباراة مجددًا!

طالب البلوشي أصبح مثل الأخ الأكبر والعم لي، وهذا ربما يفسر كيميائنا الرائعة على الشاشة. قضينا معظم الوقت معًا، ونحن فخورون بتمثيل منطقتنا كالعرب في الطاقم. روبين داس أصبح صديقًا مقربًا ورفيقًا دائمًا، بالإضافة إلى مستشار اللغة والثقافة لدينا، الأستاذ موسى كوتي. جيمي كان رائعًا، حتى وإن لم نكن قد عملنا معًا في مشاهد بعد، شعرت بأننا نعرف بعضنا منذ سنوات. حتى إنه قام بزيارتي قبل أن أغادر، رغم أنه كان لديه موعد مع طبيب الأسنان وكان يرتاح في غرفته.

3. كان دورك في الفيلم معقدًا ودقيقًا. هل يمكنك أن تخبرنا عن نهجك في تجسيد هذا الدور؟

بالتأكيد. بدأ نهجي بتحليل النص الفرعي من السيناريو—بعد قراءته بالكامل بالطبع. من هناك، قمت بإنشاء تحليل مفصل للشخصية، مما ساعدني على تطوير التعاطف مع جاسر. بعد ذلك، ركزت على بناء الذاكرة العضلية، التي توجه حركات الشخصية ودوافعها، وكل ذلك متجذر في البيئة وتحليل الشخصية والتعاطف.

4. حصل الفيلم على إشادة واسعة من النقاد وفاز بالعديد من الجوائز. كيف تشعر بأنك جزء من هذا المشروع الناجح؟

أشعر وكأنه حلم تحقق. جميع التضحيات التي قمت بها على طول الطريق كانت تستحق العناء، وكنا أنا وإيفور نعلم أن هذا المشروع سيكون لا يُنسى. نجاح الفيلم يعني أن الناس ينتبهون أكثر عندما تقدم لهم النصيحة، ويمنحك منصة للقيام بمزيد من الخير لمجتمعك. ومع ذلك، فإن هذا النجاح يجلب معه مسؤولية—لم يعد الأمر متعلقًا بك؛ بل يتعلق بخدمة الناس، لأنك في نهاية المطاف تعمل في خدمة الناس.

5. ما الذي يميز “حياة الماعز” عن الأفلام الأخرى في نفس النوع؟

هذا الفيلم فيه كل شيء، ويحرك الجميع عاطفيًا. شاهدت الفيلم عشر مرات، وما زال يحركني. قلت لبلسي دون مبالغة، إنه يعيد تعريف السينما ككل.

6. كيف كانت تجربتك في العمل في صناعة السينما المالايالامية؟ هل هناك اختلافات أو تشابهات مع الصناعات الأخرى التي عملت فيها؟

كانت تجربة فريدة من نوعها—تعليمية، لا تُنسى، وإبداعية للغاية. لا يوجد شيء مثل صناعة السينما المالايالامية. شيء يبرز فيها، إلى جانب الموهبة الاستثنائية، هو الامتنان. قائمة الشكر هي الأطول التي رأيتها في حياتي. في رأيي، إنها أشبه بمجتمع بفضل طريقة تفكيرهم وتصويرهم—مجتمع يشكر الجميع على مشاركتهم في كل مشروع، وحتى أولئك الذين لم يشاركوا. لا يوجد شيء مثلها في العالم.

7. ما هي أفكارك حول الاتجاه الحالي للأفلام المالايالامية التي تحظى بالاعتراف الوطني والدولي، وكيف ترى تأثير ذلك على الصناعة ككل؟

من الواضح أن هذا الاعتراف له تأثير، وسيستمر في النمو. كانت صناعة السينما الهندية دائمًا متقدمة في سرد القصص، وصناعة السينما المالايالامية ليست استثناءً. تاريخها الفريد، تمثيلها، واختيار المواهب بعناية يميزها عن غيرها. قدرة الصناعة على نقل المألوف والتواضع من خلال قصصها وشخصياتها يجذب الجميع.

9. ما هو القادم بالنسبة لك؟ هل هناك مشاريع جديدة متحمس لها؟

نعم، هناك شيء يُحضّر مع “إينوراما” و”مونليس ميديا”، لكن لا أستطيع الكشف عن التفاصيل حتى الآن. أنا أيضًا في محادثات لعرض قصة حول المشتتين السودانيين في ضوء الوضع الحالي. كما هو الحال دائمًا، سأبقيكم على اطلاع—تابعونا!


اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى