تجربة إسلام رافي تشندرن بدران : من الظلمات إلى النور
حوار أجراه عبد الحفيظ مع رئيس محمد
س: كيف ترون تسميتكم الجديدة من رافي إلى رئيس ؟
ج: والله أحببت هذا الاسم قبل أن أسمى به، لأنه فيه الراء التي في الرحمن والرحيم، والرب وكان اسمي القديم أيضا يبدأ بالراء وفضلت أن يكون في بداية اسمي وزوجتي هي التي اقترحت علي هذا الاسم.
س: هل هي مسلمة ؟
ج :لا والله، أرجو أن تكون صاحبتي في الدين أيضا، وهي الآن في مرحلة الاستعداد والدراسة ولكنها تتعاون معي بكل معنى الكلمة.
س: كم رزقتم من الأولادا؟
ج: ما كنا نريد أن ننجب طفلا منبوذا، حتى يتعرض للعنصرية التي جربناها في حياتنا. إن شاء الله سيولد لي ولد مسلم بدعواتكم.
س: كيف كانت حياتكم الدينية قبل الإسلام؟
ج: (يضحك) حياة مضحكة، صعدت إلى أعلى جبال شبري ست مرات متنسكا بصيام هندوسي ومع كل هذا ما حصلت على طمأنينة القلب مما أوصلني إلى الفوضى والإلحاد وظلمات الجاهلية والحمد لله على هدايتي إلى الإسلام.
س: ماذا كان مستوى النظام الطبقي قديما ؟
ج: أسرتنا القديمة، كانت تتكون من العاملين في مجال تنظيف المراحض وحمل روث الإنسان من البيوت إلى أماكن بعيدة. حتى ولو تغيرت أوضاع المجتمعات بتغير الزمان لم يرتفع قدر المنبوذين في تاملنادو، لأنه نظام مبني على تقسيم اجتماعي ذو جذور قديمة، عززته الحكومات القديمة سواء كانت بريطانية أو شعبية.
ينقسم الناس في هذا النظام حسب الطبقة (فارنا) والفئة (جاتي):
الطبقة (فارنا): تشير إلى الطبقات الاجتماعية الأربع التي وُجدت في المجتمع الفيدي، وهي البرهمن والكشاتريا والفايشيا والشودرا. وقد استُبعدت كليا من نظام الفارنا طائفة تعرف باسم الداليت -وكنت منهم- وهي طائفة ما زالت تعامل حاليًا معاملة المنبوذين في أمريكا وآفريقيا الجنوبية القديمة.
الفئة (جاتي): وتشير إلى الأصل، وقد تطورت الفئات في العصور ما بعد العصور الفيدية، وذلك فيما يبدو بتبلور روابط أبناء المهنة الواحدة أثناء الحقبة الإقطاعية.
قسم البريطانيون الهنود في الفترة بين عامي 1860م، و 1920م حسب طبقاتهم، مانحين الوظائف الإدارية والمناصب الرفيعة فقط لأولئك الذين ينتمون إلى الطبقات العليا. غير أن القلاقل الاجتماعية التي وقعت في عشرينيات القرن العشرين أجبرت البريطانيين على تغيير هذه السياسة واتباع سياسة التمييز الإيجابي بتخصيص نسبة معينة من وظائف الحكومة لأبناء الطبقات الدونية.
بعد استقلال الهند، صار تقسيم الوظائف على أساس الطبقة أمرًا رسميًا، وذلك حسب قوائم رسمية تُدرج فيها الطبقات والقبائل المختلفة. وقد فعلت الهند منذ سنة 1950م، عدة قوانين ومبادرات اجتماعية لحماية وتعزيز الظروف الاجتماعية لأبناء الطبقات الدونية. وقد قضت المحكمة العليا الهندية بأن يكون تقسيم الأنصبة عند القبول في الكليات والجامعات والوظائف وغيرها على أساس الوراثة، ولا يُسمح بانتقال تصنيف الفرد من طبقة إلى أخرى. وتجرم المادة 15 من الدستور الهندي التمييز ضد الطبقات الدونية، ورغم ذلك تقع أعمال عنف بين الحين والآخر ضد طائفة الدليت.
س: قرأنا في الجرائد أن هناك جدار التمييز الطبقي في بعض قرى تاملنادو، هل هذا صحيح؟
ج: صح ١٠٠٪ وفعلا انهدم هذا الجدار على بعض المنبوذين وقتل عدد منهم وهذه الواقعة قربتهم إلى الإسلام.
س: هل تعتقد أن هناك القتل والإبادة باسم العنصرية والطبقية؟
ج: نعم، عمليات القتل العرقية أسوأ من ذبح الأبقار في الهند، هناك قتل باسم اللون، وتربية الشعر، وركوب السيارة، والجلوس على جانب الأشراف من مائدة الزفاف أو غيرها، و ويضرب الداليت للسعي إلى التعليم العالي.
س: كيف تجربتكم بعد أن أسلمتم ؟
ج: ما شاء الله وجدنا في المسلمين خيرا، بعد أن اعتنقت الإسلام وخرجت مع إخوان التبليغ ثلاثة أيام للدعوة وفهمت منهم المساواة حيث كان الجميع يتناولون من صحن واحد ويرتدون زيا واحدا، والشيء الذي تعلمت منهم هو أهمية السنة والإمامة، وهذه تجاربي في مدة لا تزيد عن شهر بعد اعتناق الإسلام.